شدوى الصلاح
ندد أعضاء بحزب التجمع الوطني السعودي المعارض، في ذكرى ميلاد الداعية الدكتور سلمان العودة، التي توافق غرة فبراير/شباط 1957 باستمرار اعتقاله والتعسف معه وتعمد تشويه صورته، والانتقام الممنهج منه، مشيرين إلى أن استمرار حبسه دليل خشية السلطة المستبدة من صوته.
واستهجنوا في حديثهم مع “الرأي الآخر”، تعرض قامة علمية وداعية إسلامي مثل العودة لشتى صنوف العذاب طوال فترة حبسه المستمرة منذ سبتمبر/أيلول 2017، وأن يكون ذلك مصير من يطالب بالإصلاح ويدعو لتآلف القلوب في أعقاب الأزمة الخليجية يونيو/حزيران 2017.
وأكد أعضاء الحزب أن قضية العودة أثبتت عدم استقلالية القضاء السعودي وتبعيته للسلطة التي بالغت وأسرفت في طغيانها عليه، محذرين من أن يلقى مصير مشابه لمصير دعاة وإصلاحيين تم تصفيتهم داخل محبسهم بطرق مختلفة انتقاما منهم على دعوتهم للإصلاح.
رئيس المجلس التنفيذي لحزب التجمع ناصر العجمي، قال إن اعتقال العودة، ضمن حملة اعتقالات سبتمبر/أيلول 2017، التي شنها بن سلمان عقب شهرين فقط من وصوله لولاية العهد في يونيو/حزيران 2017، أكبر دليل وشهادة للدكتور سلمان وحبه للإصلاح.
ورأى العجمي، أن اعتقال العودة ضمن حملة اعتقالات ولي العهد دليلاً على خوف المستبد من تأثيره وشعبيته الواسعة في الخليج والوطن العربي، لافتا إلى أن العودة شخصية مصلحة وصاحب ضمير.
فيما أشار عضو الحزب عبدالله الجريوي، إلى أن العودة من علماء الدين القلة المتنورين أو كما سمتهم المتحدثة الرسمية باسم الحزب الدكتورة مضاوي الرشيد في عنوان كتابها “حداثيون مكتومون” من آمنوا بالإصلاح السياسي والدعوة إلى التحول الديمقراطي بالطرق السلمية.
ولفت إلى أن العودة تمكن باستقلالية آراءه الفكرية والدينية من التغريد خارج سرب الوهابية والسلطة السعودية، ولذلك لم ينخرط في الحملة الدعائية (الوطنجية) والشيطنة الإعلامية تجاه قطر أثناء الحصار الخليجي 2017.
وأوضح الجريوي، أن عدم انخراط العودة في ذلك كان مبررا للسلطة لاعتقاله بعد دعوته لتآلف القلوب بين الأشقاء (قطر والسعودية)، مؤكدا أن قضيته كانت كاشفة لفساد القضاء واستبداد السلطة.
ورأى أن عدم الحكم على العودة حتى اللحظة نتيجة لعدم جرأة القضاء السعودي على الحكم في هذه القضية إلا بأوامر من السلطة، مذكراً بمعاناة العودة من التعذيب في السجن لدرجة فقدانه نصف حواسه السمعية والبصرية، فيما لا يزال المدعي العام يطالب بإعدامه.
وحث الجريوي، الجميع على تحريك قضية العودة للضغط على السلطات للإفراج عنه، قائلا: “لا يمكن أن نتساهل بجرائم السلطة تجاه المعتقلين واستهدافهم لدرجة القتل، سواء بالإعدام أو بالقتل غير المباشر في السجن كما حصل مع الدكتور موسى القرني رحمه الله”.
ومن جانبه، أشار عضو الحزب عبدالله عمر، إلى أن العودة رمزا من رموز الإصلاح السياسي والحقوقي وصاحب خطاب ديني معتدل، ومن أوائل الرافضين لدعوات العنف بعكس ما تزعمه السلطة السعودية عنه بادعاءات كاذبة تهدف إلى تشويه صورته عند عامة الناس.
ولفت إلى أن السلطة فشلت في ترويج أكاذيبها لأن الناس يعرفون العودة وأفكاره وتاريخه، مؤكدا أن شعبيته وجماهيريته في السعودية والعالم العربي والإسلامي أهم الأسباب التي دفعت النظام السعودي لاعتقاله خوفا من تأثيره الكبير.
واستنكر عمر، تعرض العودة منذ اعتقاله للتعذيب الممنهج ضمن سياسة الانتقام من مواقفه وآراءه التي انحازت للناس والقضايا العادلة، متوقعا أن هناك مخطط لتصفيته داخل السجن بالتزامن مع مطالبة النيابة العامة التابعة للنظام بإعدامه بسبب نشاطه السلمي.
وندد بادعاء السلطة السعودية تبنى الاعتدال ونبذ العنف في حين تسعى لإعدام مصلح سلمي مثل العودة في تناقض فاضح بين خطاباتها وأفعالها، متوقعا أن ينصف التاريخ والناس العودة ضد الظلم الذي يتعرض له وسيخرج عزيزا مرفوع الرأس كما يليق بأبطال الإصلاح.
وقال: “إذا أراد النظام أن يصدق الناس أكذوبة الاعتدال فليبدأ بإخراج من كانوا يدعون للوسطية في زمن تبني الدولة الخطاب المتطرف وعلى رأسهم الدكتور العودة وإلا فلن يصدق أحد مزاعم السلطة السخيفة”.
وبدورها، أعربت العضو بحزب التجمع ترف عبدالكريم، عن أسفها على أن يقضي العودة ذكرى ميلاده الخامسة والستون، وهو ما فتئ يقبع في سجون المستبد، يُنكل به ويسومونه ألوان العذاب بشكل مهين لا يليق بإنسان فضلاً عن عالم من علماء الدين.
وأشارت إلى أن العودة أنار الدنيا بفكره النيّر ووسطيته واعتدال منهجه، مستنكرة أن كل ما يمر به بسبب دعاءه للتأليف بين الدول الشقيقة إبان فرض الحصار على قطر، في أعقاب منع التعاطف معها.
ولفتت ترف، إلى أن الأمور عادت إلى نصابها الآن، ولكن ما يزال العودة مهدداً بالإعدام، وفقد نصف سمعه وبصره، مطالبة بوقف هذه المعاملة المهينة والممنهجة للنيل منه، والإفراج الفوري عنه دون قيد أو شرط لأن الرأي والتعبير ليس جريمة واعتقاله خطأ كبير وظلم بيّن.
وقالت: “أشعر بالقهر والعجز إزاء ما حدث للعودة وأمني النفس أن يكون بيننا قريباً خارج المعتقل حيث لا تمتد له سياط المستبد”، موضحة أن أغلب الشعب مكبلاً ومكمماً فمه أو اختطفته أضواء الشعارات البراقة.
وقدمت ترف، رسمة بسيطة للعودة تعبر من خلالها عن عظيم حبها وتقديرها له.