تشارك قوات البحرية الملكية السعودية في مناورة بحرية ضخمة بقيادة أمريكية، بدأت أمس الإثنين، إلى جانب الكيان الصهيوني، وعشرات الدول.
ووفقًا للبحرية الأمريكية، سيشارك أكثر من 9000 فرد من 60 جيشًا في التمرين البحري الدولي، الذي سيركز على الأنظمة البحرية غير المأهولة واستخدام الذكاء الاصطناعي.
من بين المشاركين عدد من الدول التي ليس للكيان الصهيوني علاقات رسمية معها، مثل السعودية وسلطنة عمان وجزر القمر وجيبوتي والصومال واليمن وباكستان، بالإضافة إلى الدول التي طبّعت علاقاتها مؤخرًا مع الكيان كالإمارات والبحرين التي تستضيف الأسطول الأمريكي الخامس.
وقال الجيش الصهيوني إن “أسطول سفن الصواريخ ووحدة المهام تحت المائية ستتدرب مع الأسطول الأمريكي الخامس في منطقة البحر الأحمر، كجزء من التدريبات الشاملة”.
وذكر أن هذه التدريبات “ستعزز الأمن في المنطقة، والشراكة الإقليمية”.
وهذه المرة الأولى التي يُشارك فيها الكيان الصهيوني في هذه المناورة.
وبدأت المناورة أمس الإثنين، ومن المقرر أن تستمر لمدة ثلاثة أسابيع تقريبًا، وتنتهي في 17 فبراير، وفقًا للجيش الأمريكي.
وستجري بعض أجزاء التدريبات في الخليج العربي وبحر العرب وخليج عمان وشمال المحيط الهندي.
ونُظمت هذه التدريبات لأول مرة عام 2012، وتجري كل عامين.
ووفق البحرية الأمريكية فإن المناورة أصبحت “ليس فقط أكبر تدريبات بحرية متعددة الجنسيات في الشرق الأوسط، ولكن أيضًا أكبر تمرين بدون طيار في العالم، حيث يشارك أكثر من 80 نظامًا بدون طيار من 10 دول”.
وسيسمح التمرين للقوات المشاركة باختبار الأنظمة غير المأهولة والذكاء الاصطناعي في سيناريوهات تدريب مختلفة وتطبيق الدروس المستفادة في نهاية المطاف على العمليات المستقبلية في العالم الحقيقي.
وسيركز التدريب أيضًا على تعزيز القدرات في القيادة والسيطرة، والسيطرة البحرية، وعمليات الأمن البحري، والإجراءات المضادة للألغام، وفقًا للجيش الأمريكي.
وفي نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، شاركت بحرية الكيان الصهيوني في مناورة بقيادة الأسطول الأمريكي في البحر الأحمر، إلى جانب الإمارات والبحرين، فيما قال مسؤولون صهاينة إنه كان من المفترض أن تكون بمثابة رد على الهجمات الأخيرة التي شنتها إيران ضد سفن الاحتلال.
وقالت مجلة أمريكية مؤخرًا إن السعودية تحت سيطرة محمد بن سلمان ستنتقل من موضع أكثر دول العالم عداءً ورفضًا لفكرة التطبيع مع الكيان إلى دولة مرحّبة بتلك العلاقة.
وأوضحت مجلة “الإيكونوميست” أن السعودية لم تصنع سلامًا رسميًا مع الكيان؛ لكنها اليوم ترحّب باليهود، وحتى سكان الكيان وإن حضروا إلى المملكة بجوازات سفرٍ أجنبية.
وأشارت إلى أن تلك العلاقة قد لا تكون بعيدةً عن إضفاء الرسمية عليها في يومٍ ما، فسماع اللغة العبرية في المهرجانات والفعاليات والمعارض في أنحاء شتى من المملكة بات يتكرر على الدوام من أفرادٍ من المؤكد أنهم قدموا من الكيان.
ولفتت إلى أن مُنجّمة صهيونية قدّمت عرضًا لها في إحدى العروض الملكية في السعودية مؤخرًا، في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة السعودية استبعاد الدروس والمناهج المعادية للصهاينة.
وذكرت أن تلك الخطوات تأتي في سياق التمهيد للتطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني، تمامًا كما فعلت جارتها الإمارات.