سعت السعودية إلى استبدال الإشارات إلى “انبعاثات الكربون” بـ”انبعاثات غازات الاحتباس الحراري” في تقرير تاريخي جديد عن تغير المناخ، وفقًا لصحيفة “فاينانشيال تايمز”.
ونقلاً عن مصادر شاركت في مناقشات حول تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، ذكرت الفاينانشيال تايمز أن المملكة المعتمدة على النفط اعترضت على بعض الصياغة في ملخص التقرير أثناء مفاوضات افتراضية مع العلماء.
لكن أحد المصادر قال إن “العلم ساد”.
وتأتي محاولة المملكة الواضحة لتبييض بعض لغة التقرير بعد إطلاق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمبادرة “السعودية الخضراء” هذا العام، والتي تهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون في المنطقة بنسبة 60 في المائة وزراعة 10 مليارات شجرة.
ووفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، فإن ما بين 70 إلى 90 في المائة من شبه الجزيرة العربية مهددة بالتصحر.
وتعد السعودية من بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي يُتوقع أن تتضرر من زيادة كبيرة في متوسط درجة حرارة الهواء والحرارة الشديدة قبل نهاية القرن.
ولم تدرس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التأثير المتوقع لتغير المناخ على بلدان محددة ولكنها قسمت الكوكب إلى عدة مناطق مختلفة.
ووفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، تم تقسيم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى خمس مناطق: البحر الأبيض المتوسط (التي تشمل تركيا ولبنان والكيان الإسرائيلي وغيرها)، شمال أفريقيا؛ الصحراء، شبه الجزيرة العربية؛ وغرب آسيا الوسطى (التي تشمل العراق وإيران).
ووفقًا لاستنتاجات تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ- الذي وقعه 234 عالمًا من جميع أنحاء العالم- من المتوقع أن تصل المنطقة، إلى جانب بقية الكوكب، إلى متوسط درجات حرارة أعلى بمقدار 1.5 درجة من خط الأساس لما قبل الصناعة بحلول عام 2040.
ويسرد التقرير العديد من العواقب الناجمة عن الحرارة الشديدة ، تتراوح بين تأثيرها على صحة الإنسان- تحول في معدل التطعيم للأمراض، وتفاقم صعوبات الجهاز التنفسي، وعدم القدرة على إراحة جسم الإنسان من الإجهاد الحراري أثناء الليل- وتأثيرها على غلة المحاصيل ونفوق الماشية، وحتى المباني ومحطات الكهرباء النووية والنقل.
وفي شمال إفريقيا، ذكر التقرير أن العلماء لديهم “ثقة عالية” في أن موجات الحر والضغط الحراري القاتل سيزدادان بشكل كبير بحلول نهاية القرن، وستكون نوبات البرد وأيام الصقيع أقل احتمالا.
وجاء في التقرير: “من المحتمل جدًا أن ترتفع درجات الحرارة في جميع سيناريوهات الانبعاثات المستقبلية وجميع مناطق إفريقيا بحلول نهاية القرن، ومن المرجح جدًا أن تشهد جميع المناطق الأفريقية ارتفاعًا في درجات الحرارة يزيد عن 3 درجات مئوية”.
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تشهد الصحراء وأجزاء من الساحل زيادات في هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات الغزيرة.
وفي السودان هذا الأسبوع، دمرت الفيضانات الغزيرة الناجمة عن الأمطار الغزيرة آلاف المنازل في جميع أنحاء البلاد، وقالت الأمم المتحدة إن 12000 شخص تضرروا.
وفي شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط - بما في ذلك دول مثل تركيا التي شهدت أيضًا فيضانات جماعية هذا العام – يتوقع العلماء زيادة الجفاف الزراعي والبيئي بالإضافة إلى ارتفاع في الجفاف والطقس الحرائق.
ولفت التقرير إلى زيادة احتمالية نشوب حرائق غابات وتحولات في موسم الحرائق، ناجمة عن تواتر العواصف الرعدية وكذلك اتجاهات الاحترار والجفاف على المدى الطويل.
وإلى جانب الدمار المادي الذي يمكن أن تسببه الحرائق، تنتج أيضًا أعمدة دخان تقلل من جودة الهواء والماء وكذلك صحة الإنسان.
وتؤثر التغيرات في الرياح التي تسببها الحرائق أيضًا على نثر البذور والأنشطة الحيوانية والزراعة.
وفي الوقت نفسه، يمكن أن تشهد إيران والعراق تدهور التربة الصقيعية الجبلية وعدم استقرار المنحدرات الجبلية، وستشهد المنطقة زيادة في كثافة وتواتر هطول الأمطار الغزيرة.