شدوى الصلاح
قال المعارض الإماراتي وعضو الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع حميد النعيمي، إن إرسال سلطات بلاده وفداً برلمانياً إماراتياً للكنيست الصهيوني أمس الإثنين في أول زيارة من نوعها يدخل في سياق استمرار تقوية العلاقات الإماراتية الصهيونية في شتى المجالات والانتقال بها إلى صورة التحالف الشامل بينهما.
وأوضح في حديثه مع الرأي الآخر، أن البرلمان الإماراتي المتمثل في المجلس الوطني “ديكور شكلي” كباقي برلمانات العرب لاستكمال شكل الدولة ولا يملك إلا مباركة إجراءات الحكومة وشرعنتها ويسير بخطى حثيثة في هذا النسق، مشيرا إلى أن المجلس بارك التطبيع منذ بدايته وربما لم يعرف أعضاءه عنه شيء حتى أذيع في الإعلام وبعدها صفقوا له كما كان منتظر.
وأكد النعيمي، أن الرسالة المراد إيصالها من زيارة وفد برلماني إماراتي للكيان الصهيوني، هي أن المجلس الوطني الممثل للشعب يدعم التطبيع ومساراته وبالتالي كأن شعب الإمارات يبارك عبر ممثليه في البرلمان اتفاق التطبيع وكل ما يترتب عليه، لافتا إلى أن الشعب الإماراتي لا يملك سوى الصمت أو السجون والغرامات المالية والتشهير الإعلامي سيكون نصيبه.
وعن قيادة رئيس لجنة الدفاع والداخلية والأمن علي راشد النعيمي للوفد البرلماني في زيارته للكيان، أشار المعارض الإماراتي إلى أنه الواجهة الأولى التي استخدمتها السلطة في بداية التطبيع ليبارك هذه الخطوة، وقال في مقابلاته الأولى التي خرج بها على الشاشات الصهيونية إنه سعيد بهذا التقارب ويتمنى للصهاينة حياة هانئة ومستقرة.
وذكّر بقول رئيس الوفد البرلماني في أعقاب إعلان التطبيع في أغسطس/آب 2020، إن الصهاينة مرحب بهم أن يزوروا الإمارات وأنه على استعداد لزيارة تل أبيب في أقرب فرصة وها هي قد أتت، مشيرا إلى أن النعيمي هو ذاته الذي تمنى تطبيع شامل يكون التطبيع المجتمعي من ضمنه.
وأوضح المعارض الإماراتي، أن النعيمي أعلن استعداد الإمارات تغيير الخطاب الثقافي والديني والاجتماعي لمواكبة مسار التطبيع ومستلزماته لصناعة جيل يبصر الحق الصهيوني ولا يرى فلسطين، كما أجاب حين سأله مذيع صهيوني هل سيتأثر مسار التطبيع إذا ضربت غزة، قائلا بملء فيه (لا) لن يتأثر وستستمر العلاقات بغض النظر عن أي ضربة.
وأكد أن ذلك يُعد ضوء أخضر إماراتي بأننا لا نرى غزة وأن التركيز على الكيان الصهيوني فقط، مشيرا إلى أن ذهاب الوفد البرلماني الإماراتي للكيان يأتي بعد زيارة رئيسه الصهيوني إسحاق هرتسوغ للإمارات، ما يعني أن الأخيرة تحتاج إلى زيارة رسمية كرد دبلوماسي يمهد لزيارة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد المستقبلية للاحتلال.
ولفت عضو الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع، إلى أن النعيمي رئيسا للجنة الدفاع والداخلية والأمن في المجلس الوطني، ما يعني أن زيارته للكيان في سياق الحديث المستمر عن أن تل أبيب ستدعم أبو ظبي بأسلحة نوعية ومعلومات استخباراتية، خاصة وأن النعيمي له علاقة مباشرة بهذا الملف بحكم منصبه بالإضافة إلى أنه صديقهم الأول منذ بداية التطبيع.
وبين أنه لذلك تم تنسيق لقاء النعيمي برئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن الصهيوني رام بن باراك وأعضاء آخرين، وسيسفر عن تبادل للاتفاقيات على المستوى البرلماني وهو ما يعزز السير في العلاقات الوطيدة في شتى المجالات لا سيما الدبلوماسية والسياسية، منبها إلى أن الإمارات تلقي بنفسها أكثر في قارب الكيان في توقيت حساس.
وأشار المعارض الإماراتي، إلى أن أمريكا المنسحبة من المنطقة لن تتخلي عن الكيان الصهيوني وحمايته، لذلك تفضل الحكومة الإماراتية أن تبقى أكثر التصاقاً بالاحتلال الذي سيكون جسراً يبقي العلاقة مع واشنطن كسياسة لضمان بقاء الدعم الأمريكي، وهو الأمر الذي تراهن عليه الحكومة الإماراتية.
وأضاف: “الإمارات تجد نفسها الآن في علاقة توازنات صعبة، حيث بات الأمر شائكاً بعد اعتداءات الحوثي الأخيرة عليها وأصبحت العلاقة مع إيران أكثر تعقيداً والتي بدأت تحرك أذرعها في المنطقة بادعاء أن الإمارات أدخلت الكيان إلى مناطق تعدها إيران خط أحمر، فالأمر تجاوز اليمن، والدليل دخول ما يسمى ألوية الوعد الحق الذي ينسب نفسه لجزيرة العرب”.
وأشار النعيمي، إلى أن ألوية الوعد الحق على الأغلب لها علاقة بالعراق والحرس الثوري الإيراني وهي إشارة لا تخطئها عين أن إيران تهدد بتوسيع دائرة الصراع، وهذا الأمر بلا شك يدخل في الحسابات الإماراتية، مضيفا: “مع هذا تستمر العلاقة مع الكيان في لعبة توازنات صعبة للغاية خاصة على صناع القرار في الإمارات في الفترة القادمة”.