أثار التقرير الصادر عن مركز “آفاد” لحقوق الإنسان في العراق؛ الذي أكد ضلوع فصائل مسلحة منضوية تحت “الحشد الشعبي” في تغييب المئات من الرجال والشباب من أهالي جزيرة غرب مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد، غضب الناشطين العراقيين على تويتر.
وأكد التقرير الصادر أمس الثلاثاء 23 مارس/آذار 2021 تورط عناصر تابعة لميليشيا “العصائب” وميليشيا “جند الإمام” في عملية اختطاف 367 مدنيًا بعد العمليات العسكرية في مارس/آذار 2016، إثر طرد تنظيم “داعش” من المنطقة.
وصب الناشطون غضبهم على حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، عبر مشاركتهم في وسم #مختطفو_جزيرة_تكريت، واتهموه بالتواطؤ مع الحشد الشعبي، مستنكرين تحجج حكومته بأن المختطفين ضحية داعش، والمخفيين قسرياً ضحية النظام السابق.
وبحسب التقرير، فإن مختطفي تكريت أكملوا عامهم الخامس دون الكشف عن مصيرهم أو تقديم معلومات من الجهات الرسمية عنهم.
وأوضح التقرير أن هذه الميليشيات جمعت المئات من الرجال والشباب في إحدى مدارس المنطقة وأخبرت الأهالي بأن هناك تحقيقًا روتينيًا سيجري مع الجميع للتأكد من هوياتهم قبل الإفراج عنهم، ليتم بعدها نقل المختطفين إلى قاعدة “سبايكر” العسكرية قبل انقطاع أخبارهم.
وتداول الناشطون قوائم بأسماء المختطفين لدي الحشد الشعبي، وصوراً لهم تبرز أن بينهم شباباً وشيوخاً ، ومقاطع فيديو تظهر الطريقة التي تم اختطافهم بها وتظهر إجبارهم على السير في طابور، مطالبين الحكومة بالتدخل للإفراج عنهم.
واستنكروا صمت “أهل السنة” بالعراق على إرهاب مليشيات إيران وتساءلوا عن دور النواب السنة ومشايخ العشائر السنية.
بدوره، رأى الكاتب والإعلامي العراقي عمر الجنابي، أن أهالي تكريت المختطفين كانوا ضحية لدوافع انتقامية طائفية، مؤكداً أنهم جرت بحقهم أكبر جريمة تطهير عرقي على يد قوات تتبع للدولة العراقية.
وقال الصحفي عثمان المختار، إن حكومة الكاظمي لا يعول عليها بشئ بملف آلاف العراقيين المختطفين من الميليشيا التابعة لإيران منذ سنوات، ولا يعرف مصيرهم، مضيفا أنه “من الواجب الأخلاقي الاستمرار بإبقاء قضية المختطفين العراقيين حية وعدم السماح بموتها ككثير من القضايا الأخرى وهذه مهمة كل ناشط ومدون حر”.
وأكد الناشط الحقوقي عمر الفرحان، أن عمليات التغييب القسري في العراق تتطلب موقفا دوليا واضحا، لمعرفة مصير مختطفي جزيرة تكريت وغيرهم من مختطفي المحافظات التي ادعت الحكومة تحريرها من داعش وتسليمهم إلى ميليشيات أشد فتكا منها.
ولفت المغرد عمر إلى أن آلاف المختفين قسريًا تلاشت أخبارهم كما أنهم لم يكونوا موجودين يومًا، قائلاً إن تغييبهم في واقع الأمر مرآة لما مُحي من هوية العراق الذي غرق في دوامة المليشيات المسلحة ذات الصبغة الطائفية، ولم يعد حتى اللحظة أي بصيص أمل في إنقاذه من كوارثه المتلاحقة.
وأوضح الكاتب والباحث المختص بالشأن السياسي العراقي مجاهد الطائي، أن هناك 367 مدنيا خطفتهم الميليشيات المسماة فرق الموت سابقا؛ حماة الأعراض حالياً، والحكومات العراقية المتعاقبة صامتة على إخفائهم قسراً، ولا تتجرأ على فتح الملف أو الاعتراف به، وتقوم بانكاره أو ربطه بداعش؛ لعجزها عن وضع الحلول له ومواجهة نفوذ إيران وإرهابها المدلل.
وقال المغرد محمد إن هذه الجريمة هي إحدى جرائم الحشد الشعبي الذي تشكل بِأمر المرجعية، ظاهر الأمر يعمل باسم الحكومة لكنه في الحقيقة يعمل بِأمر من المرجعية وقادة الميلشيات والمراجع مثل السيستاني ومقتدى وعمار وهادي العامري، ومازالت جرائمهم مستمرة ضد العراقيين وخاصة السُنّة.
وتعجب المغرد حسام، من صمت أهل السنة على إرهاب مليشيات إيران، داعياً للاجتماع وإنشاء جبهة موحدة تدافع عن السنة.