شدوى الصلاح
قال الناشط السياسي اليمني معاذ الشرجبي، إن تصريح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، أمس الأربعاء 23 فبراير/شباط 2022، بأن “المملكة لم تبدأ الحرب في اليمن، وأنها نتاج سيطرة مليشيات الحوثي على السلطة هناك بالقوة”، جاء متزامنا مع التوجه الغربي لحل الأزمة اليمنية والتوصل إلى حل يوقف الحرب ويغلق هذا الملف نهائيا.
وأوضح في حديثه مع الرأي الآخر، أن هناك ضغوط غربية على جميع الأطراف الداخلية في اليمن وعلى التحالف من أجل الدخول في عملية حوار وإيقاف إطلاق النار، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي أعلن أمس الأول الثلاثاء عن مسودة اتفاق جديد بشأن اليمن، وذلك قبل بدء المبعوث الأممي هانس جرودنبرغ جولته لطرح خطة السلام الأوروبية على جميع الأطراف.
ولفت الشرجبي، إلى صدور بيان خليجي أوروبي مشترك يدعوا لوقف إطلاق النار في اليمن والبدء في عملية حوار سياسي تهدف إلى التوصل لحل نهائي وسلام دائم، مؤكدا أن السعودية والإمارات كانتا اتفقتا مع الحوثي بعد توقيع مخرجات الحوار الوطني من قبل المكونات اليمنية في 25 يناير/كانون الثاني 2014، على أن يقدموا لها كافة التسهيلات السياسية.
وأشار إلى أن السعودية والإمارات اتفقتا أيضا مع الحوثي على دعمه مالياً وإيصاله إلى العاصمة صنعاء من أجل القضاء على حزب الإصلاح ومن ثم انسحابه والعودة إلى صعدة مقابل أن يكون له حصة كبيرة ودور في الحكم خلال الفترة المقبلة، موضحا أن الإصلاح أدرك المخطط وما يحاك له فانسحب من معركة الدفاع عن صنعاء.
وأضاف الشرجبي، أنه فور وصول الحوثي إلى صنعاء وسيطرتها على مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية بدعم خليجي وتواطؤ قوى وشخصيات داخلية، تنصلت من الاتفاق المبرم بينها وبين دول الخليج وانقلبت على الدولة اليمنية والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ومخرجات الحوار الوطني، وأعلنت إيران سقوط العاصمة العربية الرابعة في يدها.
ولفت إلى أن الحوثي أطلق حينها مناورات عسكرية على الحدود السعودية بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي سيطر عليها من معسكرات الدولة بعد انقلابه، ثم أعلن التحالف عن عاصفة الحزم والتدخل العسكري في اليمن لإعادة الشرعية وإسقاط الانقلاب، موضحا أن في بداية العاصفة كانت الأمور تسير بشكل جيد، لكن سرعان ما تغيرت أهداف التحالف.
وأكد الشرجبي، أن التحالف ظهرت أطماعه وأجنداته الخاصة وتوجه إلى مناطق ومحافظات لم يصل إليها الحوثي من الأساس وبدأ بالسيطرة على المطارات والجزر والموانئ اليمنية وأنشأ ميلشياته الخاصة التي لا تتبع وزارة الدفاع ولا تتلقي توجيهاتها إلا من دول التحالف، وسلحها، وبدأ بقطع رواتب الجيش ومنعه من السلاح والذخيرة وحتى من شرائهم.
وأوضح أن التحالف فعل ذلك كونه أصبح مسيطر على البر والبحر والجو في اليمن، ومنذ ذلك الوقت بات اليمن في نفق مظلم لا نهاية له وحرب طاحنة أكلت الأخضر واليابس ودمرت الأرض والإنسان، مؤكدا أن الحوثي لا يمكن أن يجنح إلى السلام إلا إذا كسر عسكرياً.
يشار إلى أن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، قال في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية، “تدخلنا مع شركائنا لمساعدة وحماية الحكومة اليمنية، وكنا نأمل ألا يطول الأمر، لكنه للأسف استغرق وقتا أطول مما كنا نتمنى، ولا نزال نواصل مساعينا للعثور على طريق سياسي لحل الأزمة”.
وأشار إلى أن “السعودية اقترحت في مارس/ آذار 2021 وقفا لإطلاق النار تعقبه عملية سياسية”، مشيرا إلى أن “هذه هي المرة الثانية التي تقدم فيها المملكة هذا المقترح”.
وأعرب بن فرحان، عن أسفه لعدم قبول الحوثي بذلك حتى الآن، ورفضها إجراء أي حوار إيجابي حول الأمر، محملا إياها “مسؤولية تصعيد الوضع عبر استمرار محاولاتهم في مهاجمة مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، مثل مأرب، حيث يقيم مليون نازح إلى جانب مليون مواطن.