علّق الأمين العام لحزب التجمع الوطني عبد الله العودة والمتحدثة باسم الحزب مضاوي الرشيد والعضو البارز عمر بن عبد العزيز على حوار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع الصحفي غرايم وود بصحيفة “ذا أتلانتيك” الأمريكية.
وأكد العودة أن مكتب ولي العهد السعودي هو من طلب من الصحفي وود إجراء الحوار مرتان، وكان اللقاء جزءًا من مقالة وليس حوارًا منفصلًا.
وشدد على أن ذلك “يدل على اليأس ومحاولة العودة للساحة الأمريكية التي قال هو إنه لا يعبأ بها أو بإدارة بايدن”.
وأشار إلى أن بن سلمان هو “الوحيد الذي تحول من ولي أمر إلى ولي أمر وفقيه، فيما يشبه ولاية الفقيه لكن في السعودية”.
ولفت إلى أنه “أكد أن لديه الحكم النهائي في التفسير الشرعي والقرار السياسي وكل ما يتعلق في شؤون البلد، ولديه تفسير محدد للدين يدّعي أنه الإسلام الحقيقي، ولا يعترف إلا بالأحاديث التي ترسّخ سلطته”.
وقال إن: “حديث بن سلمان عن أن محمد بن عبد الوهاب داعية وليس نبيًا هو كتاب لحسن بن فرحان المالكي الباحث المعتقل الذي تطالب الحكومة بإعدامه أو قتله تعزيزًا؛ لأنه كتب كتابا من هذا الشيء، وخالف آراء المؤسسة الدينية”.
وذكر العودة أن حديث كاتب المقالة عن إلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير دقيق، مشيرًا إلى بن سلمان جعل دورها وعظيًا فقط.
ولفت إلى أن الهيئة نظمت حملة قبل أيام من يوم التأسيس، للحث على أن “طاعة ولي الأمر واجب ديني”.
وأشاد العودة بالأسئلة التي طرحها الصحفي وود على بن سلمان خلال الحوار، لافتًا إلى أنها تشجع الصحفيين السعوديين على طرح هذه الأسئلة.
وتابع “إذا كنت تضمن حرية الصحفيين وعدم اعتقالهم، فستجد من يفعل ذلك، لكن الأسئلة هذه هي التي لمّا سألها جمال خاشقجي قُتل وقُطّع في القنصلية”.
أما المتحدثة باسم حزب التجمع الوطني مضاوي الرشيد فأشارت إلى محاولة كاتب المقالة “أنسنة” شخصية المتسلط بن سلمان الذي ارتبط اسمه بجريمة قتل وسجن ومعاملة سيئة في المجتمع والقبضة الحديدية.
ولفتت الرشيد إلى أن بن سلمان روّج خلال لقائه لرؤية 2030، وكأنها تؤدي إلى تغيير شامل، لكن دون الحديث عن أي إصلاح سياسي، بالتزامن مع “إصلاح ديني وانتشال السعودية من براثن التطرف”.
وذكرت أن بن سلمان قال إنه “لا يستطيع العفو عن أحد لأن ذلك يرجع للملك ويريد أن يحافظ على التوازن”، مؤكدة أن ذلك غير صحيح.
وقالت إنه “دافع عن نفسه فيما يتعلق بجريمة قتل خاشقجي، لكنه اعترف أن لديه لائحة بألف اسم للقتل ولم يكن خاشقجي عليها”.
وأكدت أن المقالة أوضحت “عزلة محمد بن سلمان، وأنه كان مختبئًا لمدة سنتين، وينتظر أن يعود إلى العالم، وهذه المقالة جاءت للترويج له، وأنه موجود”.
ورأت أن محمد بن سلمان وجّه رسالة إلى الجمهور الأمريكي في ظل المشاكل التي يعاني منها العالم الغربي ولاسيما أسعار الطاقة.
وقالت: “كان المعتاد أنه عندما ترتفع أسعار النفط يتصل الرئيس الأمريكي بملك السعودية لزيادة الإنتاج، لكن في مرحلة الفتور في العلاقة بين جو بايدن وبن سلمان نجد أن المقالة تفتح الباب للمساومة”.
وأضافت “بن سلمان مستميت لمصافحة بايدن الذي نبذه من قبل، ومتطلع لهذه الفرصة، وموضوع النفط سيكون حاسمًا سيساوم من خلاله مقابل الاعتراف بسلطته”.
وأشارت إلى أن محمد بن سلمان قال إن لديه القدرة على الإفتاء في الدين، “وأنه أول شخص في تاريخ الدولة السعودية درس القانون، وهناك بعض الأمور التي لا يمكن أن تتغير لأنها من الثوابت، لكن هناك مجالات مفتوحة كالرقص وغيره هو أفتى بها”.
ولفتت إلى أن بن سلمان اعترف أن المرور للبيت الأبيض يمر عبر الكيان الصهيوني، وأنه “دولة حليف ويمكن أن تتطور العلاقات بينهما في المستقبل”.
وبشأن اعتقال العالِم سلمان العودة، قالت الرشيد إن بن سلمان “لا يريد عالمًا بهذه الشعبية أن يكون مستقلًا”.
وأضافت “لم يجد الشيخ سلمان العودة حرجًا في الكتابة عن الثورات العربية، في وقت كان ذلك يُعد خروجًا عن ولي الأمر لدى السعودية”.
أما عضو حزب التجمع الوطني عمر بن عبد العزيز فتحدث عن أسباب إبراز قضية خاشقجي.
وقال: “أحد أسباب ذلك هو محمد بن سلمان وفريقه، إذ لم يقم أحد بممارسة عملية اغتيال عبر فريق من 20 شخص لقتل صحفي بعد أن أمنه على نفسه، وجاء إلى القنصلية بناء على ذلك”.
وأضاف “لم يشهد التاريخ حماقة مثل ذلك، إذ غيّر المسؤولون السعودية روايتهم 6 مرات، وتلاعبت بهم المخابرات التركية بشكل فظيع”.
وأشار إلى أن السبب الثاني هو دعم وسائل إعلام قطر للقضية في ظل حالة الاشتباك التي كانت بين الدوحة والرياض.
ولفت إلى أن العامل الأبرز في دعم قضية خاشقجي هو ما قام به الحقوقيون والإصلاحيين والناشطون والذين حملوا على عاتقهم القضية.
وتابع عبد العزيز “الأخطر من ذلك قوله إنه لم يكن يعرف خاشقجي وهو غير مؤثر”، متسائلًا: “إذا كان كذلك لماذا استدعيته مع نخبة المشاهير للالتقاء بهم؟، هو يكذب ويعرف ألا أحد يراجع وراءه”.
وذكر أن بن سلمان تحدث عن إمكانية وجود قائمة بألف اسم للقتل، متسائلًا “من هؤلاء الألف في قائمة القتل، وهل نلنا شرف أن نكون فيها؟.
وقال إن: “أوصاف سجن الحائر التي قالها بن سلمان أفضل من معيشة العاطلين خارج السجون”.
وأضاف ساخرًا “أنصح العاطلين بالالتحاق بسجن ذهبان، ستلتحق هناك بالعلماء وتتعلم من العودة الدين، كما ستتعلم العزف والرسم كما تذكر قناة العربية.. هذه بعثة بالمجان تقدمها لك الحكومة”.