كشفت وثيقة مُسربة تعميمًا لإدارة صحيفة إماراتية ناطقة باللغة الإنجليزية تحظر فيه وصف الحرب الروسية على أوكرانيا بـ”الغزو”، بعد أيام من امتناع الإمارات عن إدانة العملية العسكرية الروسية خلال جلسة بمجلس الأمن.
وأوضحت الوثيقة أن إدارة صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية منعت موظفيها الأجانب من الإشارة إلى أن ما يحدث هو “غزو روسي لأوكرانيا”.
وجاء المنع في رسالة بريد إلكتروني تم تعميمها على الموظفين الأجانب العاملين في الصحيفة الإماراتية.

ويأتي التعميم بعد امتناع الإمارات عن التصويت في مجلس الأمن للتعبير عن “الأسف” للغزو الروسي لأوكرانيا.
وصوتت 11 دولة من أعضاء مجلس الأمن، الجمعة، لصالح الاقتراح، الذي شارك في كتابته كل من الولايات المتحدة وألبانيا، لكن الإمارات والصين والهند امتنعت عن التصويت.
واستخدمت روسيا حق النقض ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي من شأنه أن “يأسف” لغزو موسكو لأوكرانيا.
وسبق امتناع الإمارات عن التصويت ضد روسيا مكالمة هاتفية أجراها وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أكد فيها الأول متانة العلاقات بين البلدين.
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية، بعد بدء الحرب، أن بن زايد أكد “قوة ومتانة علاقات الصداقة بين الدولتين وقيادتهما والحرص على تعزيز آفاق التعاون في المجالات كافة”.
وأوضحت أن الاتصال ناقش “علاقات الصداقة والشراكة الاستراتيجية” بين البلدين، دون المزيد من التفاصيل.
وقال محللون سياسيون إن روسيا اعتبرت المكالمة الهاتفية لوزير الخارجية الإماراتي مع نظيره الروسي “دعمًا إماراتيا لعملية غزو أوكرانيا”.
وجاء الاتصال وسط أزمة دبلوماسية عالمية، إذ فرضت عديد الدول عقوبات على موسكو بعد شن الحرب عقب اعتراف الكرملين بـ”استقلال” منطقتين في أوكرانيا يسيطر عليها انفصاليون تدعمهم روسيا.
وعقب الدعم الإماراتي لروسيا، هاتف وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين نظيره الإماراتي، وناقشا الوضع في أوكرانيا.
وقالت الخارجية الأمريكية إن بلينكين أكد خلال الاتصال مع نظيره الإماراتي أن الهجوم الروسي “متعمد وغير مبرر”.
وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أكد ضرورة “بناء رد دولي قوي لدعم السيادة الأوكرانية”.