تقول عائلة المدون السعودي رائف بدوي إنه من المفترض أن يكون إطلاق سراحه قريبًا، بعد عقد من سجنه في السعودية لانتقاده الشخصيات الدينية والترويج لوجهات نظر ليبرالية.
وبدوي، الذي تعيش زوجته وأطفاله الثلاثة الآن في مدينة كيبيك بكندا، تم القبض عليه في عام 2012 وحُكم عليه في البداية بالجلد 1000 جلدة والسجن لمدة 10 سنوات وغرامة تزيد عن 340 ألف دولار.
وتصدرت قصته عناوين الصحف الدولية في عام 2015 عندما تعرض للجلد 50 جلدة أمام مسجد الجفالي في جدة، ووفق منظمة العفو الدولية، أدى الضغط الدولي الناتج عن ذلك إلى تعليق ما تبقى من جلداته.
والآن، بعد انتظار طويل، تعتقد أسرته وأنصاره أن إطلاق سراحه قد يكون على بعد أيام، حيث سيقضي عقوبته البالغة 10 سنوات بالكامل بحلول 28 فبراير.
وقالت ابنته الكبرى نجوى بدوي، وهي الآن طالبة في كلية “سيجيب دي شيربروك”: “كان والدي يعانقنا دائمًا”.
وأضافت “ليس من الطبيعي ألا تتذكر الطفلة حتى عناق والدها”.
ونجوى بدوي، الابنة الكبرى لبدوي، كانت طفلة صغيرة عندما سُجن والدها لأول مرة قبل عقد من الزمان، وتبلغ من العمر الآن 18 عامًا.
وقال وزير العدل الكندي السابق إروين كوتلر، الذي عمل مستشارًا قانونيًا دوليًا لأسرة بدوي، إنه لا تزال هناك عقبات قانونية يتعين على السلطات السعودية إزالتها حتى تتمكن الأسرة من إحضاره إلى كندا.
وأضاف “سيحتاجون إلى المصادقة على أن القيود الأخرى التي وُضعت في الحكم الأولي لم تعد سارية”. ويشمل ذلك الغرامة وحظر السفر لمدة 10 سنوات.
وتابع كوتلر: “هذا شيء تنتظره [أسرته] بشدة الآن منذ 10 سنوات. لقد رأيت ذلك بنفسي ورأيت الأطفال، فقد كان العيش في ظل الحرمان من والدهم صعبًا للغاية”.
وعلى الرغم من أن التقدم كان بطيئًا، فقد يرغب المسؤولون السعوديون في الظهور بمظهر الرحمة في الإفراج عن بدوي الآن، وفقًا لسيلفانا البابا الدويهي، الباحثة في مركز أبحاث المجتمع والقانون والدين بجامعة شيربروك.
وقالت إن “ولي العهد [محمد بن سلمان] لديه هذا الطموح لإصلاح صورته وصورة المملكة التي شوهت إلى حد كبير بعد اغتيال [جمال] خاشقجي في عام 2018 “.
وبينما تنتظر عودته، قالت نجوى بدوي إنها تستفيد إلى أقصى حد من المكالمات الهاتفية القصيرة التي تتلقاها من والدها، حتى لو اضطروا إلى الالتزام بالمحادثات السطحية.
وأضافت “لا يمكننا التحدث عن أشياء حقيقية لأنه يتم الاستماع إليه. لا يمكنه التحدث إلينا عما يشعر به. لقد مرت 11 عامًا لم أره فيها. لا أعرف كيف يبدو وهو لا يعرف كيف نبدو”.
وتأمل نجوى أن تدرس القانون، حتى تتمكن من الدفاع عن أشخاص في أوضاع مماثلة لوالدها الذي قضى 10 سنوات كسجين سياسي في السعودية.
وأكدت أن والدها “يجب أن يفخر بأنه كافح من أجل تعزيز الحريات في وطنه، على الرغم من العواقب”.
وقالت “أريد أن أكون محامية لأستطيع الدفاع عن الأشخاص الذين هم في وضعه. إذا كان بإمكاني مساعدة الناس، فسيكون فخوراً بي. وسيجعله ذلك سعيداً”.