قال دبلوماسيون أوروبيون إن الإمارات امتنعت عن التصويت مرتين على قرارات مجلس الأمن الدولي التي تدين الغزو الروسي لأوكرانيا من أجل كسب دعم موسكو لحظر الأسلحة على الحوثيين في اليمن.
وقال دبلوماسي في مجلس الأمن لوكالة رويترز للأنباء إن الإمارات أبرمت “صفقة مع الشيطان” لتأمين دعم روسيا.
وقال الدبلوماسي: “امتناع الإمارات عن التصويت بشأن أوكرانيا كان مقابله أن تصوت روسيا بنعم”، في إشارة لحظر الأسلحة على الحوثين.
وقال دبلوماسي آخر لوكالة فرانس برس: “نحن غاضبون للغاية من الإمارات ومقتنعون بأنهم أبرموا صفقة قذرة مع روسيا” تربط الحوثيين وأوكرانيا.
وحتى الآن، امتنعت الإمارات عن التصويت على مشروعي قرارين عُرضا على مجلس الأمن بشأن الوضع في أوكرانيا.
وطالب المشروع الأول بوقف الغزو الروسي، فيما اقترح الثاني إحالة الموضوع إلى الجمعية العامة.
وعلى الرغم من أن الأصوات الإماراتية لم تؤثر على نتيجة مناقشة المجلس في كلتا الحالتين، إلا أن إحجام أبوظبي عن اتخاذ موقف واضح من العدوان الروسي من المرجح أن يصبح أكثر وضوحًا وأكثر حرجًا مع استمرار الأزمة.
ووافق المجلس على توسيع حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على العديد من قادة الحوثيين ليشمل الجماعة بأكملها، وهي خطوة دفعت إليها الإمارات بعد أن شن الحوثيون هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على الدولة الخليجية قبل أسابيع.
وحصل القرار على 11 صوتا لصالحه، بينما امتنع أعضاء المجلس الأربعة الباقون- أيرلندا والمكسيك والبرازيل والنرويج- عن التصويت.
وصوتت روسيا بالموافقة بعد الامتناع عن التصويت في المجلس قبل عام على تجديد عقوبات الأمم المتحدة على اليمن.
وكانت الإمارات صوتت لصالح اجتماع لمجلس الأمن في 31 يناير/ كانون الثاني لمناقشة تعزيز روسيا لقواتها على الحدود الأوكرانية، قبل أن تمتنع عن “الأسف” للغزو قبل أيام.
وسبق الامتناع الإماراتي عن إدانة روسيا في مجلس الأمن، مكالمة هاتفية أجراها وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أكد فيها الأول “قوة ومتانة علاقات الصداقة بين الدولتين وقيادتهما والحرص على تعزيز آفاق التعاون في المجالات كافة”.
وقال محللون سياسيون إن روسيا اعتبرت المكالمة الهاتفية لوزير الخارجية الإماراتي مع نظيره الروسي “دعمًا إماراتيا لعملية غزو أوكرانيا”.
وجاء الاتصال وسط أزمة دبلوماسية عالمية، إذ فرضت عديد الدول عقوبات على موسكو بعد شن الحرب عقب اعتراف الكرملين بـ”استقلال” منطقتين في أوكرانيا يسيطر عليها انفصاليون تدعمهم روسيا.
وعقب الدعم الإماراتي لروسيا، هاتف وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين نظيره الإماراتي، وناقشا الوضع في أوكرانيا.
وقالت الخارجية الأمريكية إن بلينكين أكد خلال الاتصال مع نظيره الإماراتي أن الهجوم الروسي “متعمد وغير مبرر”.
وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أكد ضرورة “بناء رد دولي قوي لدعم السيادة الأوكرانية”.