شدوى الصلاح
قال الإعلامي اليمني رئيس مركز “هنا عدن” للدراسات الاستراتيجية أنيس منصور، إن السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، يشكل لوبيات مختلفة لإدارة القضية اليمنية منها لوبي “إعلامي وحقوقي وسياسي”، ويتعامل مع اليمن بصفته رئيس الرئيس، ويتحكم بمؤسسة رئاسة الجمهورية في كل المواقف والقرارات.
وأضاف في حديثه مع الرأي الآخر، أن آل جابر يخضع الرئاسة اليمنية له، وتمرر من خلاله كل البيانات والتصريحات والمواقف الرسمية المعلنة عنها، ولم يبقى للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أو نائبه على محسن صالح، من المواقف غير التعازي والتهاني فقط في المناسبات الوطنية أو في أي أحداث عارضة.
وأشار منصور، إلى أن آل جابر يتحكم في مؤسسة رئاسة الوزراء ووزراء الحكومة اليمنية، حتى بات رئيس الوزراء يلقب بأنه “سكرتير آل جابر” بمعنى أن كل إجراءات وتحركات رئاسة الوزراء والحكومة اليمنية تمر عبر السفير السعودي ويتدخل في كل القرارات الكبيرة والصغيرة وحتى الشؤون المحلية اليمنية.
وأوضح أن آل جابر يشكل لوبي إعلامي يصرف لأعضائه من الإعلاميين مبالغ مالية من مكتب السفير مقابل تبيض جرائم السعودية ومنها عبر “البرنامج السعودي للإعمار” الذي شكل من أجله فريق إعلامي يسوق له، وهو عبارة عن خطط ورسومات هندسية وأحجار أساس، وأغلبها ليست مشاريع حقيقة ولا تمت للواقع بصلة.
ولفت رئيس مركز “هنا عدن” للدراسات الاستراتيجية، إلى أن هناك لوبي موجود في أميركا وأوروبا يقوم أيضا بتبييض جرائم النظام السعودي والدفاع عنه مقابل مهاجمة الحوثي واستثناء باقي الأطراف المتداخلة في اليمن من الأحداث والجرائم التي تقع هناك، ويستلمون التحويلات المالية عبر السفارات.
وأكد أن سعود آل جابر له لوبي حقوقي في مجلس حقوق الإنسان وبعض المنظمات والحقوقية الأوروبية يعمل على استعراض منجزات السعودية وجرائم الحوثي ويغض الطرف عن جرائم التحالف السعودي الإماراتي ومليشيات طارق صالح عفاش نجل شقيق الرئيس السابق، والمجلس الانتقالي المدعومين إماراتياً.
وجّزم منصور، بشراء آل جابر ذمم شخصيات أوروبية فاعلين في مؤسسات المجتمع المدني ومنحهم رواتب بـ”اليورو” عبر السفارات السعودية أو الملحقات العسكرية في السفارات الأوروبية، بالإضافة إلى اللوبي الموجود في أمريكا في شكل مجموعة من مراكز الدراسات والأبحاث والتي يخصص لها رواتب أيضا للغرض ذاته.
وأشار إلى أن السفير السعودي في اليمن يقدم نفسه كرئيس لليمن مخالفاً البروتوكولات ومراسيم الاستقبال للسفراء المعتمدين لدى اليمن، وحتى الذين يغادرون مناصبهم إذ يودعهم آل جابر بالمخالفة للاتفاقيات المتعلقة بالدبلوماسيين، لافتا إلى أن الرجل يتحدث ويتصرف كحاكم لليمن.
وبين منصور، أن اللوبي السياسي الذي يتحكم به آل جابر هم مجموعة من السياسيين يستخدمهم في الاستشارات التحليلية والدراسات، بالإضافة إلى الأحزاب السياسية اليمنية التي يقيم آل جابر علاقات واسعة معهم، ويستلموا التوجيهات المباشرة منه وتخصص لهم الرواتب والهبات والامتيازات من الخزانة السعودية.