تواجه إدارة بايدن انتقادات من الديمقراطيين والجمهوريين بعد تقرير زعم أن البيت الأبيض يخطط لزيارة السعودية في وقت لاحق من هذا العام “للمساعدة في إصلاح العلاقات” وإقناع المملكة بضخ المزيد من النفط وسط مخاوف من نقص الإمدادات العالمية.
وقال موقع “أكسيوس” إن الرحلة المحتملة ستتم في الربيع، لكن المناقشات حول الزيارة لا تزال في مراحلها الأولى، وحذر المسؤولون من أنها قد لا تحدث.
وتأتي أخبار الرحلة المحتملة في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار النفط بنسبة 10 في المائة وسط تهديدات أمريكية وأوروبية بحظر النفط الروسي بسبب غزو موسكو لأوكرانيا.
وفي الأشهر الأخيرة، دعا بايدن مرارًا وتكرارًا دول الخليج إلى ضخ المزيد من النفط لخفض الأسعار، لكن السعودية، ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم، رفضت الطلبات، وبدلاً من ذلك التزمت باتفاق عدم ضخ المزيد من النفط وفقًا لاتفاق بين أوبك وروسيا العام الماضي.
وتضخ المملكة حاليًا حوالي 10 ملايين برميل من النفط يوميًا، لكن لديها القدرة على إنتاج ما يقرب من 12 مليون برميل يوميًا.
وبعد الاطلاع على تقرير أكسيوس الإخباري، انتقدت عضو الكونجرس الأمريكي إلهان عمر احتمال قيام واشنطن بتعميق العلاقات مع الرياض، وسلطت الضوء على الحرب التي تقودها السعودية في اليمن والتي أجبرت 80 في المائة من البلاد على الاعتماد على المساعدات من أجل البقاء.
وكتب عمر على تويتر “ردنا على حرب بوتين اللاأخلاقية لا ينبغي أن يكون تعزيز علاقتنا مع السعوديين الذين يتسببون حاليًا في أسوأ أزمة إنسانية على كوكب الأرض في اليمن”.
وقالت: “”اليمنيون قد لا يهمون البعض من الناحية الجيوسياسية ولكن إنسانيتهم يجب أن تهمنا. هذا عمل غير أخلاقي إلى حد بعيد”.
وفي غضون ذلك، انتقد المشرعون الجمهوريون الرحلة المحتملة، قائلين إن أي تواصل محتمل مع السعودية يؤكد الحاجة إلى زيادة إنتاج النفط المحلي.
وقال عضو الكونجرس الجمهوري كارلوس خيمينيز: “يفضل فريق بايدن السفر إلى السعودية، البلد الذي تربطنا به علاقة مشكوك فيها، لضخ المزيد من النفط بدلاً من إنتاج المزيد من الطاقة هنا في الداخل. كل ما تفعله هذه الإدارة متخلف للغاية”.
وردد ماركو روبيو، أكبر جمهوري في لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، على تصريحات خيمينيز قائلاً: “يمكن لأمريكا بسهولة استبدال النفط البوتيني من خلال إنتاج المزيد من نفطنا”.
وأضاف “بدلاً من ذلك، تتمثل خطة بايدن في استجداء السعودية لإنتاج المزيد، وشراء المزيد من إرهابي المخدرات مادورو (الرئيس نيكولاس) في فنزويلا وعقد صفقة مع الدولة الراعية للإرهاب إيران”.
ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، توجه مسؤولو إدارة بايدن إلى كاراكاس يوم السبت لمناقشة تخفيف العقوبات على النفط الفنزويلي.
وواجهت العلاقات السعودية الأمريكية عدة تحديات منذ تولي بايدن منصبه العام الماضي، حيث أوقف البيت الأبيض بيع الأسلحة الهجومية للرياض وانتقد الحرب في اليمن.
كما وقعت إدارة بايدن على إصدار وثيقة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ألقت باللوم على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مقتل جمال خاشقجي.
ولم يلتق بايدن بن سلمان وانتقد ولي العهد مرارًا وتكرارًا، وأصر على التواصل مع الملك سلمان.
وتراجع الملك سلمان، الذي أمضى بعض الوقت في المستشفى في عام 2020، إلى حد كبير عن دوره النشط في الدبلوماسية والحكومة، على الرغم من أن المسؤولين السعوديين أنكروا تقارير عن تدهور صحته.
وبالإضافة إلى كونه وريث والده، فإن بن سلمان هو أيضًا وزير الدفاع والمسؤول العام عن الاقتصاد السعودي وصناديقه الاستثمارية، كما أنه يلتقي بشكل روتيني بكبار الشخصيات الأجنبية الزائرة ويمارس الدبلوماسية مع القادة الأجانب.