قبل الانتخابات الإسرائيلية، أفادت تقارير بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان على استعداد للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكن الاجتماع لم ينعقد في مارس/ آذار، كما كان متوقعًا.
لكن مصادر غربية تحدثت عن عقد لقاء سري بين بن سلمان ونتنياهو في نوفمبر/ تشرين ثاني 2020، إلا أن الاجتماع العلني لم يحدث على الرغم من الشائعات حول اتفاق تطبيع محتمل مع الرياض، أو أنواع أخرى من التحرك نحو العلاقات.
وعرضت السعودية مبادرة سلام في اليمن بعد ست سنوات من الحرب، بهدف إنهاء معركة مكلفة كان فيها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران يستهدفون بشكل متزايد البنية التحتية للطاقة في المملكة.
وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية إنه إذا رأينا الصورة بشكل أكبر فإن الكيان الإسرائيلي والسعودية تشتركان في مخاوفهما بشأن وكلاء إيران وتهديداتهم، فضلاً عن صواريخهم طويلة المدى وطائراتهم بدون طيار.
واقترحت مقالة في موقع “جلوبس” هذا الأسبوع بقلم الخبير في جامعة تل أبيب يول جوزانسكي أن يدعم الكيان الإسرائيلي دفاع السعودية ضد التهديدات المختلفة.
ويمثل هذا علامة رئيسية لكيفية حديث الكيان علانية عن المملكة، ومدى أهمية الرياض لإسرائيل، كما يمكن أن يكون اللقاء بين نتنياهو ومحمد بن سلمان رمزًا لهذه الأهمية.
قبل الانتخابات، كان من الممكن تفسير مثل هذا الاجتماع على أنه نوع من صورة العلاقات العامة، لكن بعد الانتخابات يمكن أن يظهر دعما للاستقرار في المنطقة، إذا تمكن نتنياهو من تشكيل ائتلاف.
وسيشكل هذا حافزًا لنتنياهو لتشكيل حكومة مستقرة، بدلاً من التوجه نحو المزيد من الانتخابات بسبب عجزه الواضح عن تشكيل ائتلاف في السنوات الأخيرة.
ولإعطاء مزيد من الإضاءة حول هذا الأمر، ينبغي الإشارة إلى أن محمد بن سلمان صعد إلى السلطة بالكامل خلال عهد نتنياهو، والأخير هو وجه الكيان الإسرائيلي في السعودية.
وتشاركت المملكة والكيان الإسرائيلي القلق بشأن صفقة واشنطن مع إيران في عام 2015، وهي التي يمكن أن تؤدي إلى صعود إيران في المنطقة.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن تحرك السعودية لقمع من أسمتهم “المتطرفين” (الإصلاحيون) وتبني الإصلاح الاقتصادي يتوافق مع الإنجازات الاقتصادية للكيان الإسرائيلي وإدراك “تل أبيب” للتهديد الذي يمكن أن تشكله مجموعات مثل حركة حماس.
وذكرت أنه “لطالما عرضت السعودية على إسرائيل صفقة سلام مع المنطقة، كانت مبنية على دولة فلسطينية، لكن ليس من الواضح ما إذا كان بإمكانها تغيير الهدف، واحتضان إسرائيل أكثر دون أي نوع من التحرك بشأن القضية الفلسطينية”.
ورأت أن “محمد بن سلمان صعد إلى السلطة وهو مستعد للتغلب على العديد من قضايا الوضع الراهن في المملكة وتغييرها بشكل جذري”.
وأشارت إلى أن دعم بن سلمان لاتفاقيات التطبيع كان عاملاً رئيسياً، لكن انتقادات واشنطن المتزايدة ضده جعلت المملكة أكثر عزلة في الغرب.
ورأت الصحيفة الإسرائيلية أن ذلك “يؤدي إلى تقربها من إسرائيل بسبب المخاوف المشتركة”.
وتابعت “تتحدث تركيا وقطر وروسيا مؤخرًا عن مستقبل سوريا، ويبدو أن هذا يعمل على تهميش دور السعودية، كما أنه ترك إسرائيل خارج المناقشات حول مخاوفها الرئيسية بشأن سوريا”، وهو ما قد يُقرب بين الجانبين أيضًا.
ولفتت إلى أن وسائل الإعلام السعودية ظلت صامتة نسبيًا حتى الآن بشأن الانتخابات الإسرائيلية، واتخذت نهج الانتظار والترقب.