طلبت الإمارات والكيان الصهيوني من الولايات المتحدة تزويدهما بضمانات أمنية و “صياغة استراتيجية أمنية للشرق الأوسط” في حالة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء.
وقال خمسة أشخاص مطلعين على الأمر للوكالة إن الكيان والإمارات تواصلتا بشكل منفصل مع إدارة بايدن وطالبتا باستراتيجية أمنية تشمل تعزيز تبادل الدفاع والاستخبارات.
وينسق الكيان الصهيوني وأبو ظبي جهودهما على الرغم من التواصل مع الإدارة الأمريكية بشكل منفصل، وفقًا لثلاثة أشخاص، وسط مخاوف من أن الاتفاق النووي سيوفر لإيران أموالاً متزايدة من خلال بيع النفط.
وعارضت حكومات دول الخليج والكيان بشدة اتفاق 2015 المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، والذي حد من البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات.
ومنح تعليق المحادثات النووية الأسبوع الماضي، إلى جانب رغبة واشنطن في تخفيف التقلبات في سوق النفط الحالية مع استمرار العقوبات ضد روسيا، السعودية والإمارات مزيدًا من النفوذ كقادة في أوبك.
وقال ثلاثة أشخاص للوكالة إن باربرا ليف، مديرة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، زارت أبو ظبي الأسبوع الماضي والتقت بمسؤول الأمن في البلاد طحنون بن زايد، إلى جانب سلطان الجابر، الذي يترأس شركة بترول أدنوك.
وذكروا أن المناقشات تركزت حول مطالبة الإمارات بضمانات أمنية ورغبة بايدن في إخراج المزيد من براميل الخام من أوبك.
وعقب الاجتماع، قال سفير الإمارات في واشنطن إن أبو ظبي ستدعو أعضاء أوبك +، بقيادة الرياض والتي تضم روسيا، لزيادة إنتاج النفط.
وخفف وزير النفط الإماراتي في وقت لاحق التوقعات، ومع ذلك، كرر أن بلاده لا تزال ملتزمة باتفاق منتجي النفط لزيادة الإنتاج ببطء كل شهر.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن الولايات المتحدة ملتزمة بالأمن في الشرق الأوسط وحماية شركائها هناك “من العدوان الخارجي”.
وأضاف المسؤول “لقد أجرينا مناقشات منتظمة رفيعة المستوى مع السعودية والإمارات وغيرهما بشأن نهج تعاوني لإدارة ضغوط السوق الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، وكذلك بشأن القضايا التي تواجه بلداننا”.
وتوترت علاقات المملكة مع الولايات المتحدة منذ انتخاب بايدن، إذ وعد الرئيس الأمريكي خلال حملته الانتخابية بجعل عملاق تصدير النفط “يدفع الثمن” لمقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2018.
وبعد شهر من توليه المنصب، أعلن عن إنهاء الدعم الهجومي لحرب التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن العام الماضي.
لكن منتقدين أدانوا إدارة بايدن لعدم محاسبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على مقتل خاشقجي، وهو ما خلصت إليه وكالات المخابرات الأمريكية.
ويبدو أن علاقات واشنطن مع الإمارات في أدنى مستوياتها في السنوات الأخيرة، كما يتضح من تحرك الإمارات للامتناع عن التصويت الذي تقوده الولايات المتحدة لإدانة الغزو الروسي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اعترف يوسف العتيبة، السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة، علنًا بأن العلاقات مع واشنطن متوترة.
وأخبر شخصان بلومبرج أن الإمارات تستغل الاهتمام الأمريكي المتجدد للمطالبة بدعم دفاع صاروخي أوسع باستخدام أنظمة صواريخ باتريوت وثاد، في أعقاب سلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على أبو ظبي هذا العام.
ومن المتوقع أن تتعرض الولايات المتحدة لمطالب إماراتية أخرى، وفقًا للأشخاص، بما في ذلك حزمة من الإجراءات التي تستهدف الحوثيين في اليمن والتي ستشمل عقوبات إضافية لكنها لا تصل إلى حد إعادة تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية أجنبية.
ودعت الإمارات الولايات المتحدة إلى إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية منذ فبراير / شباط، في أعقاب الهجمات على أبو ظبي.
ومع ذلك، حذرت منظمات الإغاثة والأمم المتحدة من أن التصنيف سيكون له آثار كارثية على إيصال المساعدات إلى البلاد، والتي وصفت بأنها واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.