انتقدت عدة أطراف يمنية، بما في ذلك حزب الإصلاح، المملكة العربية السعودية ونظام الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي المتحالف معها لفشلهما في وقف تقدم القوات المسلحة اليمنية في محافظة مأرب الاستراتيجية.
وفي بيان مشترك صدر الثلاثاء، أعربت الأطراف عن استغرابها من الأداء السيئ للتحالف الذي تقوده السعودية وسوء إدارته للمهام الموكلة إليه في قتال مأرب.
وبحسب شبكة “الميادين” الإخبارية التي تتخذ من بيروت مقراً لها، قالوا إن “هادي وحكومته فشلوا فشلاً ذريعاً في إدارة المعركة في مأرب”.
وانتقدوا كذلك أداء قوات هادي ووصفوه بأنه “فشل ذريع في الاضطلاع بمسؤولياتها على مختلف المستويات، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وكذلك في وسائل الإعلام على جميع المستويات محلياً وإقليمياً ودولياً”.
وانعكس فشل نظام هادي، بحسب الأطراف اليمنية، في مشروع مواجهة ومقاومة قوات حكومة صنعاء التي تديرها حركة أنصار الله.
وقال البيان: “حكومة هادي مسؤولة مسؤولية كاملة عن هذه الهزيمة المخزية ونحن ندينها. يجب حشد جميع القوات لمواجهة قوات صنعاء ومنعهم من دخول مأرب “.
في غضون ذلك، ووفقًا لموقع إخباري مؤيد لهادي، قُتل وجُرح ما يقرب من 3000 مسلح مدعوم من السعودية في معركة مأرب في أكتوبر.
ونقلت صحيفة “الخبر” اليمنية عن مصادر طبية قولها إن 1323 مسلحًا مواليًا لهادي، بينهم قادة كبار، قتلوا في مأرب الشهر الماضي، فيما أصيب 1615 آخرين.
وفي السياق، انتقد عضو في المجلس السياسي الأعلى اليمني، التحالف الذي تقوده السعودية ومرتزقته في مأرب لاستخدامهم السكان كـ “دروع بشرية”.
وكتب محمد البخيتي في تغريدة “ليس من العدل أن يستخدم سكان مأرب كدروع بشرية في الخطوط الأمامية للقتال”.
وجدد البخيتى دعوته لتسليم مأرب بأمان لقوات الحكومة اليمنية.
وتحولت محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز الطبيعي إلى بؤرة لعمليات تحرير الجيش اليمني منذ العام الماضي.
في الوقت الحالي، يتقدم جنود الجيش اليمني والمقاتلون المتحالفون معه من اللجان الشعبية تدريجياً نحو عاصمة محافظة مأرب بعد المكاسب الجديدة على الأرض التي أعقبت الاشتباكات مع المسلحين المدعومين من السعودية واتفاقيات المصالحة مع القبائل المحلية.
وينفذ التحالف الذي تقوده السعودية غارات جوية مميتة لمنع القوات اليمنية من الوصول إلى مدينة مأرب.
وشنت المملكة العربية السعودية حربًا مدمرة على جارتها الجنوبية في مارس 2015 بالتعاون مع عدد من حلفائها، وبدعم من الأسلحة والدعم اللوجستي من الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية.
كان الهدف هو عودة نظام هادي إلى السلطة وسحق حركة أنصار الله الشعبية التي تدير شؤون الدولة في غياب حكومة فعالة في اليمن.
وقتلت الحرب عشرات الآلاف من اليمنيين وحولت اليمن بأكمله إلى مسرح لأسوأ أزمة إنسانية في العالم. ومع ذلك، فقد توقف التحالف الحربي عن الخجل من تحقيق أهدافه.
وانتقلت القوات اليمنية من قوة إلى قوة ضد الغزاة بقيادة السعودية وتركت الرياض وحلفاءها في مستنقع في البلد الفقير.