تدفع الأوضاع الاقتصادية المتردية في اليمن، آلاف الطلاب اليمنيين لتقديم خدمات أكاديمية لنظرائهم في المملكة العربية السعودية الأكثر ثراءً، مقابل المال.
وتبيع مجموعة من الطلاب تُعرف باسم “المساعدون” خدمات لإكمال الواجبات المنزلية، وتقديم الامتحانات عبر الإنترنت في بعض الأحيان.
ووفقًا لموقع “Open Democracy”، فإن هذا الأمر مستمر منذ سنوات، لكن أصبحت أكثر انتشارًا خلال جائحة كورونا التي فرضت التعليم عن بعد منذ مارس/ آذار 2020.
وبالنسبة للطلاب اليمنيين، يوفر هذا دخلاً وسط الحرب التي تقودها السعودية في بلدهم، إذ لديهم فرص عمل قليلة في واحدة من أفقر البلدان في العالم العربي.
وقال طالب في السنة الرابعة بجامعة صنعاء: “طُلب مني حل تمرين فيزياء نيابة عن طالب سعودي. كانت هذه أول مهمة مدفوعة لي بمبلغ 50 ريالًا سعوديًا (13 دولارًا). حصلت على درجات كاملة وحصلت على سمعة طيبة كمقدم خدمات طلابية”.
وتم اختيار الطالب اليمني لاحقًا، عن طريق صديق من طلاب في جامعة جازان في السعودية؛ لإكمال عدد من الواجبات المنزلية باللغة الإنجليزية.
وتحظى تطبيقات المراسلة والشبكات الاجتماعية مثل واتساب وتلغرام على شعبية لدى الطلاب لطلب الخدمات وتقديمها.
وأوضح محمد عبد الوهاب أستاذ الاتصال بقسم الإعلام بجامعة صنعاء والرئيس السابق لقسم الصحافة والإعلام في جازان أن “هذه ظاهرة معروفة في كثير من البلدان”.
واستدرك “لكنها أكثر انتشارًا بين طلاب الخليج بالنظر إلى أن لديهم إمكانية الوصول إلى المال”.
ولا تأتي الطلبات، وفق طلاب يمنيين، من السعودية فقط، ولكن أيضًا من طلاب في الإمارات والكويت، ونظرًا لصعوبة امتحاناتهم، فإنه نادرًا ما يتم حلها على الرغم من ارتفاع الأسعار المعروضة.
وأدت الحرب في اليمن، ولا سيما في العاصمة التي تخضع حاليًا إلى جانب معظم مناطق الشمال، لإدارة جماعة الحوثي الرهابية، إلى زيادة صعوبة التحويلات المالية في السنوات الأخيرة.
وهناك حدود قصوى للتحويلات، ومتطلب لإظهار مصدر الأموال المودعة.
ولجأ بعض “المساعدين” اليمنيين إلى مطالبة الأقارب الذين يعيشون في السعودية بتلقي مدفوعات في حساباتهم المصرفية الخاصة، قبل تحويل عدة مدفوعات دفعة واحدة.
كما جعل الوباء السوق أكثر تنافسية، إذ قبل كورونا كان ما يقدر بنحو 70 طالبًا يقدمون خدماتهم الأكاديمية، والآن يمكن لمجموعة واحدة عبر الإنترنت أن تحتوي على عشرين ألف طالب يمني.