شدوى الصلاح
رأى الناشط الفلسطيني والباحث المتخصص في العلاقات الدولية أدهم أبو سلمية، تصريحات وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، لقناة CNN، بأن التطبيع مع إسرائيل سيحقق فوائد هائلة للمنطقة، “مؤسفة”، ومحاولة لاستمالة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
وقال في حديثه مع “الرأي الآخر”، إن تصريحات “فرحان” تدل على عدم وضوح الرؤية وتكشف تخبط السياسة الخارجية للمملكة تجاه هذا الملف، معتبرها مغازلة للإدارة الأميركية، عبر بوابة التطبيع مع إسرائيل، لإدراكه فتور علاقتها مع المملكة، ورغبتها تخفيف تواجدها في المنطقة.
وأضاف “أبو سلمية” أن الوزير السعودي يرى أن هذه الرغبة يمكن الضغط عليها عبر البوابة الإسرائيلية بالحديث عن ملف التطبيع باعتباره ملف مشجع للإدارة الأميركية للعمل مع الكيان الصهيوني والإدارة السعودية، مؤكداً أنها لن تحقق للمملكة ما تتمناه.
وأضاف أن الوزير السعودي حاول الربط في تصريحه بين تطبيع بلاده وبين قوله إن ذلك سيكون بعد إنهاء الصراع والتزام إسرائيل بمعاهدة السلام العربية التي أعلن عنها في مؤتمر بيروت عام ٢٠٠٢، مؤكداً أن ذلك تدليس وعدم وضوح.
وأشار الباحث المتخصص في العلاقات الدولية، إلى أن المملكة رحبت بصفقة القرن، وثمنت جهود الولايات المتحدة الأميركية بعد إعلان تلك الصفقة، التي تنسف بالكامل المبادرة العربية ولا تبقي منها شئ.
وأوضح أن مبادرة السلام العربية تشمل محطات مهمة، منها انسحاب إسرائيل من كامل الأراضي العربية بما فيها الجولان وجنوب لبنان وأيضًا أراضي ١٩٦٧، وعودة اللاجئين الفلسطينيين لأراضيهم، قائلاً إن صفقة القرن لا تتحدث عن ذلك مطلقًا.
وأكد أن اتفاقية السلام العربي حرمت وجرمت كل أشكال العلاقة مع الجانب الإسرائيلي قبل التزامها بما جاء في هذه المبادرة، مستنكراً فتح مجال الطيران الجوي السعودي لإسرائيل منذ سبتمبر/أيلول 2020، مما يدل على وجود اتصالات، وتنسيق بين الطرفين في هذا السياق.
وخلص “أبو سلمية” إلى أن اختيار وزير الخارجية السعودي لقناة الـCNN المقربة من الإدارة الأميركية الجديدة وحديثه باللغة الإنجليزية عن ملف التطبيع بالذات بأنه سيجلب فوائد أمنية واقتصادية واجتماعية هائلة للمنطقة، محاولة للدخول عبر البوابة الإسرائيلية.