قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن أنقرة ما زالت تعارض إعلان مصر جماعة الإخوان المسلمين “إرهابية” على الرغم من المساعي الأخيرة لإصلاح العلاقات المتوترة مع القاهرة.
وأضاف أوغلو في تصريحات لإذاعة محلية: “كنا ضد الانقلاب في مصر، ليس لأنهم كانوا الإخوان المسلمين. إذا كان السيسي في منصبه في ذلك اليوم وقام شخص آخر بانقلاب، لكنا قد أظهرنا نفس الموقف المبدئي”.
وذكر أن “علاقاتنا ليست مرتبطة بشخص أو حزب واحد. لكننا نعارض إعلان جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية. إنها حركة سياسية تحاول الوصول إلى السلطة من خلال الانتخابات”.
وفي الأشهر الأخيرة ، سعت تركيا ومصر إلى إصلاح العلاقات، بعد ثماني سنوات من رفض أنقرة الاعتراف بالسيسي كزعيم شرعي للبلاد، في أعقاب انقلاب عام 2013 الذي أطاح بسلفه المنتخب ديمقراطياً محمد مرسي.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيضًا من أشد المنتقدين لانتهاكات السيسي لحقوق الإنسان ضد قادة وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، بمن فيهم مرسي، في حملة القمع التي أعقبت الانقلاب.
وفي واحدة من أولى العلامات الرئيسية على تحسن العلاقات الدبلوماسية، طلبت أنقرة الشهر الماضي من قنوات التلفزيون المصرية المعارضة العاملة في تركيا التخفيف من انتقاداتها للقاهرة، وهي خطوة رحبت بها الحكومة المصرية.
وعندما وصل إلى السلطة، حظرت حكومة السيسي كل المعارضة السياسية ووسائل الإعلام المستقلة، وفر الكثيرون من البلاد خلال الحملة القمعية.
وأطلق بعض المعارضين قنوات في الخارج، خاصة في تركيا، التي أصبحت ملاذاً آمناً لأعضاء المعارضة وأنصار مرسي.
وفي وقت سابق أمس، قدم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا اقتراحًا إلى رئيس البرلمان يسعى إلى إعادة إنشاء مجموعة صداقة برلمانية مع مصر.
وكان جاويش أوغلو قال الأسبوع الماضي إن تركيا من المقرر أن ترسل وفدا دبلوماسيا إلى القاهرة لأول مرة منذ الانقلاب، وأنه سيلتقي في وقت لاحق مع نظيره المصري سامح شكري.
ويمكن أن يكون لذوبان الجليد في العلاقات بين البلدين تداعيات حول البحر الأبيض المتوسط، كما أن الدولتين دعمتا أطرافًا متنافسة في الحرب في ليبيا وأبرمتا اتفاقات بحرية متضاربة مع دول ساحلية أخرى.
لكن تركيا قالت إن فترة جديدة في العلاقات التركية المصرية بدأت، وأنها لا ترى “ليبيا منطقة منافسة” مع مصر.