تعرض مشروع مدينة “نيوم” الضخمة، الذي سيُكلّف مليارات الدولارات، في السعودية لموجة من الاستقالات، في وقت يكافح الموظفون لتحقيق الرؤية المستقبلية التي حددها ولي العهد محمد بن سلمان.
وقال أشخاص شاركوا في تطوير المشروع لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن العشرات من الموظفين غادروا مشروع مدينة نيوم، وترك بعض كبار الموظفين رواتب تصل إلى مليون دولار في السنة.
وذكرت مصادر للصحيفة أن الطبيعة الواسعة والطموحة لخطط ولي العهد للمدينة الضخمة عامل رئيسي في الاستقالات، وهي ضمن “رؤية 2030” التي وضعها ولي العهد.
وهذه الرؤية مبادرة طموحة تأمل في إخراج المملكة من اعتمادها على النفط من خلال تنويع اقتصادها وجذب الاستثمار الأجنبي.
وتشتمل الخطط مدينة يبلغ طولها 106 أميال بدون سيارات يمكن توصيلها بواسطة قطار فائق السرعة، حيث تتطلب الخطط من المهندسين تفجير حفرة بارتفاع 30 طابقًا في جانب أحد الجبال.
كما شكك الموظفون في خطط ولي العهد لبناء عشرة قصور أكبر من ملاعب كرة القدم، وسيكلف الواحد منها أكثر من 400 مليون دولار.
وأحدث خطة هي بناء ناطحة سحاب يبلغ ارتفاعها 1600 قدم وعرضها 55 ميلًا، وفقًا للصحيفة.
وتجاهل بن سلمان المخاوف من أن خططه للمدينة الضخمة الخالية من الكربون كانت طموحة للغاية في اجتماع مجلس الإدارة في ديسمبر، حسبما قالت مصادر للصحيفة.
“أريد بناء أهرامي”، نُقل عن الأمير، الذي يعتبر على نطاق واسع أنه الزعيم الفعلي للسعودية، هذا القول.
وقال أشخاص مطلعون على المشروع إنه بينما سعى بن سلمان إلى استخدام أفكار نبيلة لجذب الاستثمار الأجنبي، إلا أنه حقق نجاحًا محدودًا في جذب الاهتمام الدولي في نيوم.
ومع ذلك، اجتذب المشروع مستثمرًا رئيسيًا واحدًا على الأقل.
وأبرمت شركة المواد الكيميائية Air Products & Chemicals Inc ومقرها الولايات المتحدة شراكة مع شركة سعودية في مشروع بقيمة 5 مليارات دولار لبناء أكبر منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم.
كما يشك الموظفون السابقون والحاليون في أن الرياض ستفي بوعودها بأن المدينة الضخمة لن تلتزم بتفسير المملكة المحافظ للإسلام.
وصرح مسؤولون سعوديون سابقًا أن الزوار الأجانب إلى نيوم سيكونون قادرين على شرب الكحول والاختلاط بحرية مع أشخاص من أجناس أخرى.
كما ارتبطت موجة الاستقالات بأسلوب إدارة الرئيس التنفيذي للمشروع نظمي النصر.
واعتبر أندرو ويرث، الذي كان يرأس سابقًا أحد أكبر منتجعات التزلج على الجليد في الولايات المتحدة وكان مسؤولاً عن تطوير منتجع جبلي في نيوم، أسلوب إدارة نصر، مشيرًا إلى أن “مرفوض ومهين”.
واستقال ويرث من المشروع في أغسطس.
موظف سابق آخر وصف بيئة العمل في نيوم بـ “الاستعباد”.
وقال إيمي بوسويل، الذي عمل في قسم تطوير طعام المدينة العملاقة: “عندما غادرت، شعرت وكأنني خرجت من نوع من الاستعباد”.
وتشمل الاستقالات الرئيسية الأخرى الرئيس التنفيذي لمنتجع خليج نيوم، ورئيسان لتكنولوجيا المعلومات، ورئيسان للتسويق، ورئيسان للاتصالات وكبار أعضاء الفريق الاستثماري والقانوني والسياحي بالمشروع.
وواجه المشروع سابقا إدانة شديدة لتشريد الآلاف من الناس بالقوة في شمال غرب المملكة، ومقتل الناشط عبد الرحمن الحويطي على يد قوات الأمن في أبريل/ نيسان من العام الماضي أثناء محاولته مقاومة الإخلاء من منزله.