أعلنت حركة طالبان الانتصار في أفغانستان بعد سيطرتها على العاصمة كابول، ودخول القصر الرئاسي، عقب فرار الرئيس وكبار المسؤولين إلى خارج البلاد.
وقال رئيس المكتب السياسي للحركة الملا عبد الغني بردار إن انتصار الحركة السريع على الحكومة الأفغانية كان “إنجازًا منقطع النظير”، مُرحبًا باحتمال حكم أفغانستان مرة أخرى بعد 20 عامًا من الاحتلال الأمريكي.
وفي بيان مقتضب بالفيديو صدر في وقت متأخر من يوم الأحد، قال بردار إن “الانتصار غير المتوقع”، الذي شهد سقوط جميع المدن الرئيسية في البلاد في غضون أسبوع، كان سريعًا وغير مسبوق.
وأضاف بردار “لم نتوقع أن ننجح بهذه الطريقة، لكن الله كان معنا”.
ومع ذلك، قال بردار، الذي أطلق سراحه من سجن باكستاني بناءً على طلب الولايات المتحدة قبل أقل من ثلاث سنوات، إن الاختبار الحقيقي سيبدأ الآن، حيث تعمل طالبان على تلبية توقعات الناس وحل مشاكلهم.
ولم يتضح ما إذا كان من المفترض أن يتولى بردار قيادة أفغانستان أم لا.
وغادر الرئيس أشرف غني البلاد في وقت سابق يوم الأحد دون التطرق إلى كيفية نقل السلطة بعد اجتياح طالبان للبلاد.
وبحسب ما ورد فر الرئيس غني إلى أوزبكستان، وقال للصحفيين إنه غادر البلاد لتجنب المزيد من إراقة الدماء.
وبعد فترة وجيزة من إعلان بردار، قال المتحدث باسم طالبان محمد نعيم إن الحرب في أفغانستان انتهت، وأن بإمكان الجماعة طمأنة المجتمع الدولي بأنها ستوفر الأمان للمواطنين الأفغان والبعثات الدبلوماسية.
وأضاف “لا نعتقد أن القوات الأجنبية ستكرر تجربتها الفاشلة في أفغانستان مرة أخرى”.
وأبدى استعداد حركته لـ”إجراء حوار مع جميع الشخصيات الأفغانية وسنضمن لهم الحماية اللازمة”.
وتابع “لقد وصلنا إلى ما كنا نسعى إليه وهو حرية بلدنا واستقلال شعبنا”.
وأكد أن حركته “لن تسمح لأحد باستخدام أراضي أفغانستان لاستهداف أحد ولا تريد أن تؤذي الآخرين”، مضيفا أن طالبان لن تتدخل في شؤون الآخرين وفي المقابل لن تسمح بالتدخل في شؤونهم.
وشدد على استعداد الحركة للتعامل مع مخاوف المجتمع الدولي من خلال الحوار.
من ناحية أخرى، سمحت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لألف جندي أمريكي آخر بالمساعدة في إجلاء المواطنين والأفغان الذين عملوا معهم من كابول، حيث تحذر السفارة الأمريكية من أن الوضع الأمني في مطار المدينة يتغير بسرعة.
وأفاد سكان عن إطلاق نار متقطع في منطقة مطار حامد كرزاي الدولي، النقطة الرئيسية لعمليات الإجلاء من أفغانستان، حيث واصل الدبلوماسيون وعمال الإغاثة وغيرهم جهود الإجلاء بعد دخول طالبان كابول.
وقال نعيم المتحدث باسم طالبان إنه لم يتم استهداف أي هيئة دبلوماسية أو أي من مقارها.
أما النائب الجمهوري مايكل ماكول فرأى أن “استيلاء طالبان على السلطة سيعيد إحياء التهديد للولايات المتحدة”.
وقال لشبكة سي إن إن يوم الأحد “سنعود إلى حالة ما قبل 11 سبتمبر. أرض خصبة للإرهاب”.
وتابع “هذه كارثة لا تخفف من أبعادها. ستكون هذه وصمة عار على رئاسة بايدن وسوف تلطخ يديه بالدماء.. إنه يمتلك هذا”.