شدوى الصلاح
قالت الناشطة الحقوقية العراقية حنان عبداللطيف، إن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لم ينفذ أياً من وعوده التي قطعها مع العراقيين، بالكشف عن الجهات التي تقف وراء اغتيال الناشطين، محذرة حكومته وأحزاب وميلشيات إيران من صولة الحليم إذا غضب.
وأضافت في حديثها مع “الرأي الآخر”، أن عمليات اغتيال وتصفية الناشطين الرافضين للوجود الإيراني في العراق لا زالت مستمرة، وتصاعدت وتيرتها في عهد الكاظمي، الذي جاء بتوافق كل قادة أحزاب وميلشيات إيران.
واستنكرت حنان وصول يد الغدر والخسة فجر أمس الأحد 9 مايو/أيار 2021، للناشط البارز في الحراك الشعبي إيهاب الوزني رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء، واغتياله في سيارته أمام منزله في حي الحداد وسط كربلاء –ذات الأغلبية الشيعية-.
وأكدت أن الكاظمي الذي تم تسميته رئيساً لمجلس الوزراء في مايو/أيار 2020، لا يجيد سوى تكوين لجان تحقيقية في كل قضايا الاغتيال التي طالت الناشطين، والتي انتهت بتسجيل القضايا ضد مجهول.
ووصفت دعوته قوى المعارضة الشبابية في مارس/آذار الماضي، للجلوس على طاولة الحوار الوطني بـ”مهزلة المهازل”، متسائلة: “أي حوار هذا الذي سيعقد مع وجود ميلشيات مسلحة متنفذة متسلطة على رقاب العراقيين؟”.
وأشارت حنان إلى فشل الكاظمي في القبض على قتلة هشام الهاشمي وأحمد عبد الصمد وصفاء غالي وريهام يعقوب وعبد القدوس ووالد المحامي المختطف علي جاسب وكل الناشطين والصحفيين الذين تم اغتيالهم بسلاح الميلشيات.
وأكدت أيضا فشله في حل الميلشيات وسحب سلاحها وحصره بيد الدولة، محملة المسؤولية القانونية والشرعية والأخلاقية عن كل هذا الدم المراق في العراق لحكومة الكاظمي والحكومات السابقة ومرجعية السيستاني التي أفتت بتأسيس ميلشيات الحشد الشعبي.
يشار إلى أن إيران ومليشياتها تواجه اتهامات بالوقوف وراء عمليات اغتيال الناشطين والمتظاهرين المستمرة منذ بدأت الاحتجاجات الشعبية في العراق في أكتوبر/تشرين الأول 2019، ونجحت في الإطاحة بحكومة عادل عبدالمهدي السابقة، وخلفتها حكومة الكاظمي.
ويتعرض منذ ذلك الحين، الناشطون المشاركون في الحراك الشعبي للاغتيال على يد مجهولين، وينتهي الحادث الذي سرعان ما يتبعه حادث اغتيال مماثل، بتشكيل الكاظمي لجنة تحقيق عاجل، والتعهد بمحاكمة المتورطين دون تقديم أياً منهم للقضاء حتى الآن.
وكان الكاظمي قد قال في أول خطاب متلفز له بعد تسميته رئيساً للحكومة، إن الأسلحة يجب أن تكون في أيدي الحكومة فحسب، وفي أول جلسة له أمام البرلمان، تعهد بأن تكون حكومته حكومة حلول لا حكومات أزمات.
واحتجاجاً على اغتيال الوزني أمس، خرجت احتجاجات في مناطق عدة بالعراق بينها كربلاء وذي قار والعاصمة بغداد، وأضرم مئات المتظاهرين الغاضبين النيران في إطارات السيارات، أمام مبنى القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء.