شدوى الصلاح
قال الكاتب المصري والبرلماني السابق الدكتور عادل راشد، إن إعلان رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، التبرع بنصف مليار دولار لإعادة إعمار غزة، ليس لصالح القضية الفلسطينية ولا لصالح غزة وأهلها أو ضد الكيان الصهيونى وأمنه.
وأكد في حديثه مع “الرأي الآخر” أن السيسي يحاول استرجاع الدور المفقود في المنطقة عن طريق الملف الفلسطيني وإثبات أهمية وجوده وعدم الاستغناء عنه، ويهدف أيضا لامتصاص غضبة الشارع، والمزايدة على أي فصيل أو حزب أو جهة تتعاطف مع فلسطين وأهلها.
واستدل راشد على ذلك بعلاقات السيسي الحميمة مع الكيان الصهيوني وسلوكياته وتصريحاته السابقة عن ضمان أمن إسرائيل، وأنه لا يسمح بأن تكون سيناء بوابة خلفية تهددها، مشيراً إلى سياساته الدائمة في استخدام معبر رفح للتضييق على غزة.
ولفت إلى منع نظام السيسي الشعب من الخروج في أي فعاليات تضامنية مع الفلسطينيين، رغم أن المصريين كان لهم السبق دائماً في نصرة فلسطين في كل محطاتها، مستبعداً أن ينفذ السيسي ما أعلن عنه من منح مالية لإعادة الإعمار.
وذكر راشد بأن السيسي اتهم حركة المقاومة الفلسطينية حماس بالإرهاب، وزعم مشاركة عناصرها في قضية فتح السجون، مشيراً إلى اتهامه الرئيس الشرعي الراحل محمد مرسى، بالتخابر معها، والتي كانت أغرب التهم الموجهة لرئيس دولة.
واستنكر إسناد السيسي مهمة إعمار غزة للهيئة الهندسية، محذراً من أنه يهدف للتحكم فى المشاريع وتوجيهها، وربما زرع أجهزة تنصت أو تجسس وعملاء له فى الداخل الفلسطيني خدمة للكيان الصهيوني ومحاولة لتطويق حماس والجهاد وفصائل المقاومة.
وخلص راشد إلى صعوبة تفسير تبرع السيسي لغزة باعتباره رحمة ورأفة حلت في قلبه فجأة تجاه القدس وغزة وعموم فلسطين، خاصة أنه يشكو من عدم وجود أموال في خزينة الدولة التي قام بتجريفها وأغرقها فى كم من الديون لا تستطيع عشرة أجيال قادمة سدادها.
يشار إلى الرئاسة المصرية أعلنت أمس الأول الثلاثاء 18 مايو/أيار 2021، تخصيص 500 مليون دولار لجهود إعادة بناء غزة، مسنداً مهمة المشاركة في إعادة الإعمار للشركات المصرية المتخصصة، وذلك في أعقاب تصعيد الاحتلال الإسرائيلي عدوانه منذ 10 مايو/أيار 2021.