قال دبلوماسي خليجي عمل سابقًا في الولايات المتحدة إن “هناك فتورًا لا يمكن إنكاره في العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة”.
واختتم بلينكين جولته في الشرق الأوسط يوم الخميس، زار خلالها القدس ورام الله والقاهرة وعمان لكن الرياض لم تكن على الجدول الزمني.
وأضاف الدبلوماسي الخليجي، في تصريح لصحيفة The Arab Weekly، شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه “من اللافت أن وزير خارجية أمريكي لم يزر السعودية في إطار جولة في الشرق الأوسط تهدف إلى دعم وقف إطلاق النار الذي أنهى أسوأ قتال منذ سنوات بين إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين”.
وتابع الدبلوماسي أن المملكة “لا يمكن إلا أن تكون جزءًا من عملية حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خاصة أن لديها الرؤية الأكثر منطقية للحل على النحو الوارد في مبادرة السلام العربية لعام 2002”.
وقال التلفزيون السعودي، الخميس، إن الأمير فيصل، ناقش، في اتصال هاتفي مع بلينكين، “الشراكة الاستراتيجية” بين السعودية والولايات المتحدة و”جوانب التعاون بشأن التحديات الإقليمية والدولية”.
لكن الدبلوماسي الخليجي أشار إلى أن “هناك قضايا عالقة بين الجانبين لم يتم تسويتها بالكامل كما هو متوقع، وهذا ما يمكن استخلاصه من سلوك الجانب الأمريكي الذي كان راضياً عن المشاورات الموجزة عبر الهاتف، رغم التطورات العاصفة وأهمية الملفات المطروحة”.
وفي الأشهر الأخيرة، فتكت العلاقات الفاترة بين واشنطن والرياض بالعلاقات الوثيقة جدًا في عهد ترامب.
وفي هذا السيناريو، تتجه المملكة لخفض درجة الحرارة على عدة جبهات، بما في ذلك تصحيح نزاع مرير استمر ثلاث سنوات مع قطر المنافسة، حيث تسعى إلى الاستثمار لتمويل مشاريعها التي تهدف إلى تنويع اقتصادها المعتمد على النفط.
كما استجابت المملكة بشكل إيجابي لرغبة تركيا في المصالحة مع الرياض، وأبدت استعدادًا حذرًا لفتح حوار مع إيران.
لكن كفاحها الرئيسي هو إخراج نفسها من الصراع الدائر في اليمن، والذي خلف عشرات الآلاف من القتلى وأثار أزمة إنسانية.
وأدى صعود إدارة ديمقراطية بقيادة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تدهور العلاقات بين الرياض وواشنطن، مقارنة بالعلاقات الوثيقة والقوية خلال إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.
في أواخر فبراير من هذا العام، أصدرت الولايات المتحدة تقريرًا استخباراتيًا رفعت عنه السرية خلص إلى أن ولي العهد السعودي وافق على الأرجح على اغتيال الصحفي جمال خاشقجي المقيم في الولايات المتحدة داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
كما سحبت الولايات المتحدة دعمها لهجوم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن وأزالت الحوثيين من قائمة “المنظمات الإرهابية الأجنبية”.
ثم تخلت إدارة بايدن عن سياسة الضغط الأقصى على إيران، الخصم اللدود للمملكة، وفتحت قنوات غير مباشرة للحوار مع طهران من أجل العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية.
أما بالنسبة للجانب الأمريكي، فإن القطيعة مع المملكة تبدو غير مرجحة تمامًا في ضوء مجموعة واسعة من المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية التي لا تزال تربط واشنطن بالرياض، لكن التنسيق والتواصل مستمران بين البلدين بدرجة قليلة.
والتقى نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في وقت سابق من هذا الأسبوع جنرال مشاة البحرية الأمريكية الجنرال كينيث فرانكلين ماكنزي جونيور، قائد القيادة المركزية الأمريكية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن الجانبين بحثا خلال اللقاء الشراكة بين المملكة والولايات المتحدة وتحديدا في النواحي الدفاعية والعسكرية.
وأكد الجانبان، بحسب وكالة الأنباء السعودية، أهمية دور هذا التنسيق “في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وتعزيز الاستقرار في المنطقة”.
كما بحث الجانبان التطورات الأخيرة في المنطقة والجهود المشتركة التي يبذلها البلدان من أجل الأمن والاستقرار.
وقال ماكنزي في تصريحات لشبكة ABC الأمريكية التلفزيونية، إن السعودية لا تزال تطلب مساعدة عسكرية أمريكية لردع إيران.
وأضاف ماكنزي “أعتقد أنهم يريدون تطمينات بأنهم سيحصلون على المساعدة إذا هاجمتهم إيران ويريدون المساعدة ضد الهجمات المستمرة”.
وتابع “إنهم يتعرضون لقصف متواصل من اليمن، بمجموعة متنوعة من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وأنظمة الطائرات بدون طيار الصغيرة وهم قلقون للغاية بشأنها، نريد مساعدتهم في ذلك”.
وبحسب ماكنزي، أطلقت قوات الحوثي المدعومة من إيران في اليمن خلال الأشهر الثلاثة الماضية نحو 100 صاروخ باليستي وصواريخ كروز وطائرات مسيرة على السعودية.