قال حليف سابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيسعى لتشكيل حكومة ائتلافية مع خصوم زعيم حزب الليكود، متخذًا خطوة كبيرة نحو إنهاء حكم رئيس الوزراء الممتد منذ فترة طويلة.
ومهد الإعلان الدراماتيكي من نفتالي بينيت زعيم حزب يمينا الصغير المتشدد، الطريق لسلسلة من الخطوات التي يمكن أن تدفع نتنياهو وحزبه المهيمن الليكود إلى المعارضة في الأسبوع المقبل.
وبينما لا يزال بينيت وشركاؤه الجدد، بقيادة زعيم المعارضة يائير لابيد، يواجهون بعض العقبات، بدت الأطراف جادة بشأن التوصل إلى اتفاق وإنهاء المأزق الذي أغرق الكيان الإسرائيلي في أربع انتخابات في العامين الماضيين.
وقال بينيت “أنوي بذل قصارى جهدي من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية مع صديقي يائير لابيد، حتى نتمكن بمشيئة الله معًا من إنقاذ البلاد من الانهيار وإعادة إسرائيل إلى مسارها”.
وأمام الشخصين حتى يوم الأربعاء لإتمام صفقة من المتوقع أن يعمل كل منهما بموجبها كرئيس للوزراء لمدة عامين في بالتناوب، مع تولي بينيت المنصب أولاً.
وبينيت، كبير مساعدي نتنياهو السابق الذي شغل مناصب رفيعة في الحكومة، يشارك رئيس الوزراء الإسرائيلي الأيديولوجية المتشددة، كما أنه زعيم سابق لحركة الاستيطان في الضفة الغربية ويرأس حزبا صغيرا تضم قاعدته يهودا متشددين وقوميين، ومع ذلك، كانت علاقته متوترة ومعقدة مع معلمه السابق بسبب الخلافات الشخصية.
وقال بينيت إنه لا توجد طريقة مجدية بعد انتخابات 23 مارس المتعثرة لتشكيل حكومة يمينية يفضلها نتنياهو.
وذكر أن أي انتخابات أخرى ستؤدي إلى نفس النتائج، وقال إن الوقت قد حان لإنهاء الدورة.
وأضاف أن “حكومة مثل هذه لن تنجح إلا إذا عملنا معا كمجموعة؛ فالجميع سيحتاجون إلى تأجيل تحقيق جزء من أحلامهم، وسنركز على ما يمكن فعله، بدلا من القتال طوال اليوم على ما هو مستحيل”.
وإذا تمكن بينيت ولبيد وشركاؤهما الآخرون من إبرام صفقة، فسوف تنتهي، على الأقل في الوقت الحالي، فترة رئاسة نتنياهو، الشخصية الأكثر هيمنة في السياسة الإسرائيلية على مدى العقود الثلاثة الماضية.
وشغل نتنياهو منصب رئيس الوزراء على مدى السنوات الـ12 الماضية وشغل منصب رئيس الوزراء أيضًا في أواخر التسعينيات.
وفي بيانه المتلفز، اتهم نتنياهو بينيت بخيانة اليمين الإسرائيلي وحث السياسيين الوطنيين على عدم الانضمام إلى ما أسماه “حكومة يسارية”.
وقال: “حكومة مثل هذه تشكل خطرا على أمن إسرائيل، كما أنها تشكل خطرا على مستقبل الدولة”.
وعلى الرغم من هيمنته الانتخابية، فقد أصبح نتنياهو شخصية مستقطبة منذ أن وجهت إليه اتهامات بالاحتيال وخيانة الأمانة وقبول الرشاوى في أواخر عام 2019.
وكان يُنظر إلى كل من الانتخابات الأربعة الماضية على أنها استفتاء على صلاحية نتنياهو للحكم، وانتهت كل منها إلى طريق مسدود.
ومن أجل تشكيل حكومة، يجب على زعيم الحزب الحصول على دعم أغلبية 61 مقعدًا في الكنيست (البرلمان) المكون من 120 مقعدًا.
ونظرًا لأنه لا يوجد حزب واحد يسيطر على الأغلبية بمفرده، فعادة ما يتم بناء التحالفات مع شركاء أصغر، من أصل 13 حزبًا من مختلف الأحجام في البرلمان الحالي.
وكزعيم لأكبر حزب، حصل نتنياهو على الفرصة الأولى من قبل رئيس الكيان الصوري لتشكيل ائتلاف، لكنه لم يتمكن من تأمين أغلبية مع حلفائه التقليديين.
وبعد فشل نتنياهو في تشكيل حكومة، مُنح لبيد أربعة أسابيع لتشكيل ائتلاف، ولديه حتى الأربعاء لإكمال المهمة.
وبينما يسيطر حزب يمينا الذي ينتمي إليه بينيت على سبعة مقاعد فقط في البرلمان، فقد برز كصانع ملوك من نوع ما من خلال توفير الدعم اللازم لتأمين الأغلبية، وإذا نجح، فسيكون حزبه هو الأصغر لقيادة حكومة إسرائيلية.
وقال يوهانان بليسنر رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية إن نتنياهو سيحاول تقويض هذه الجهود حتى النهاية.
وأوضح أن الاستراتيجية الرئيسية لنتنياهو ستكون محاولة مناشدة المتشددين في كل من حزب بينيت وحزب الأمل الجديد، وهو حزب متشدد آخر يقوده أحد المقربين من نتنياهو، لسحب دعمهم للائتلاف الجديد.
وأشار إلى أن انشقاق واحد أو اثنين فقط من النواب يمكن أن يمنع لبيد من حشد الأغلبية ويفرض انتخابات أخرى.
وأضاف بليسنر “حتى لو تمكن لبيد وبينيت من تشكيل حكومة، فمن غير المرجح أن يختفي نتنياهو”.
ويمكن لنتنياهو البقاء كقائد للمعارضة، والعمل على استغلال الخلافات الأيديولوجية العميقة بين خصومه لتقسيم الائتلاف.