شدوى الصلاح
قال المحلل السياسي مستشار مركز العراق الجديد للبحوث والدراسات شاهو القرة داغي، إن إطلاق سراح القائد الميلشياوي قاسم مصلح بزعم عدم كفاية الأدلة، يعني أن القضاء العراقي خضع لضغوطات وتهديدات الحشد الشعبي والميلشيات الموالية لإيران.
وأضاف في حديثه مع “الرأي الآخر”، أن القضاء العراقي لم يستطع أن يمارس دوره بالشكل المطلوب وأن يحقق العدالة، رغم تأكيد مجلس القضاء دائما أنه لا يتأثر بالضغط الخارجي، معرباً عن أسفه من فقدان الجهاز القضائي ثقة المواطن ولم يعد يعول عليه لتحقيق العدالة.
وأشار داغي، إلى أن اعتقال مصلح، كان بالتزامن مع حملات إعلامية لعائلات ضحايا المظاهرات يطالبون بالكشف عن قتلة أبنائهم، وكانت الحملة بعنوان “من قتلني” و”إنهاء الإفلات من العقاب”، وكان الاعتقال استجابة لضغوط الشارع على الحكومة والأجهزة الأمنية.
ولفت إلى أن اعتقال مصلح ترافق معه ردة فعل عنيفة من قبل الحشد الشعبي والميلشيات الموالية لإيران، وصلت للاستعراض العسكري في بغداد، والتهديد بإشعال العاصمة، إن لم يتم إطلاق سراحه، في محاولة للضغط على الحكومة.
وأوضح المحلل السياسي، أن العراقيين فقدوا الأمل بالأجهزة الأمنية حتى القضاء لأخذ حقوقهم وتحقيق العدالة، مشيراً إلى أن إطلاق سراح مصلح، يزيد من الشرخ الموجود بين المجلس القضائي الحالي وبين العراقيين الذين يعولون على هذه السلطة لتحقيق العدالة.
وأعرب عن أسفه من أن السنوات الـ 18 الماضية كان الجهاز القضائي جهازاً رئيسياً لدعم الفاسدين، ولم يرى الشعب منه أو من السلطة مواقف مشرفة، معتبر القضاء سبب من أسباب الفساد داخل العراق ومن أسباب قوة الفاسدين، لأنها لا تقوم بدورها بالشكل المطلوب.
وأضاف داغي، أن القضاء العراقي دائما يميل لأن يكون قريب من أصحاب السطة والقرار السياسي، ولا يميل لأصحاب الحق، من المواطنين والضعفاء وأهالي الضحايا الذين يبحثون عن الدور الحقيقي لسلطة القضاء في العراق.
واستبعد وجود علاقة بين زيارة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني، السرية لبغداد، وإطلاق سراح مصلح، مشيراً إلى أنها متعلقة بموضوعات أهم، منها المفوضات الإيرانية الأمريكية، والتحولات بالعراق واقتراب موعد الانتخابات.
وأوضح داغي، أن زيارة قآني لبغداد محاولة لضبط الفصائل والميلشيات المسلحة، التي تقوم بنشاط خارج عن إطار ميلشيات المقاومة كما تسمي نفسها، مؤكداً أن هناك محاولات إيرانية لضبط الإيقاع وملء الفراغ الداخلي والخارجي الذي خلفه مقتل قاسم سليماني.
ورأى أن هذه الزيارات تؤكد مرة أخرى أن وكلاء إيران ليسوا وطنيين، بل يأخذون الأوامر من جهات خارجية مثل قآني، الذي يأتي ويفرض التوجيهات الإيرانية وهم مجرد أدوات ينفذون هذه التعليمات.
يشار إلى أن مجلس القضاء الأعلى بالعراق، أفرج أمس الأربعاء 9 يونيو/حزيران 2021، عن قاسم مصلح، لعدم توفر أدلة على اتهامه بالتورط في اغتيال الناشط في الاحتجاجات الشعبية بكربلاء إيهاب الوزني، بعد اعتقال دام 12 يوماً بدء من 27 مايو/أيار 2021.
وقال المجلس في بيان له، إن مصلح، أثبت بموجب معلومات جواز السفر أنه كان خارج العراق عند اغتيال الوزني، وأنكر ارتكابه أو اشتراكه بالجريمة، مضيفاً أن المحكمة لم تجد أي دليل يثبت تورطه في تلك الجريمة بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء بالتحريض أو غيره.