شدوى الصلاح
حذر الكاتب والإعلامي العراقي عمر الجنابي، من أن الممارسات الطائفية المنتهجة في العراق ستبقى مستمرة ما لم يلتفت لمجتمع الدولي إلى تغير النظام السياسي الحالي، والإتيان بنظام وطني، مؤكداً أن النظام الحاكم يغذي الفكر الطائفي لأهداف سياسية ومطامع شخصية، وأهداف متعلقة بالتدخلات الإقليمية.
ورأى في حديثه مع الرأي الآخر، أن الأحداث التي شهدتها العراق أمس، من قطع مدنيين للطريق المؤدي من بغداد إلى تكريت بمحافظة صلاح الدين، واعتدائهم بالضرب على السيارات التي تحمل لوحات صلاح الدين، بعد أيام من الشحن الطائفي، جس نبض، محذراً من أن القادم ربما أسوء بكثير.
وأوضح الجنابي، أن قطع الطريق وسط محافظة صلاح الدين، بين منطقة الإسحاقي وجنوب تكريت، قام به مجموعة من عائلات ضحايا مجزرة سبايكر التي قام بها تنظيم داعش في يونيو/حزيران 2010، بإعدامهم نحو ألفين من المجندين العراقيين الجدد في الجيش على مراحل.
وأشار إلى أن واقعة قطع الطريق سبقها خلال الأيام الماضية عمليات شحن طائفي عملت عليها جهات سياسية وفصائل مسلحة وصحفيين وناشطين ومدونينن تابعين لهذه الجهات تحت أنظار ومسامع الحكومة العراقية والتحالف الدولي، وأطلقت هاشتاجات ضد مدينة تكريت على مواقع التواصل الاجتماعي وتصدرت التريند العراقي.
وأضاف الجنابي، أن أهالي وعشائر تكريت تم مهاجمتهم بدوافع طائفية وانتقامية والتحريض على الأهالي، معرباً عن أسفه لعدم اتخاذ الحكومة والطبقة السياسية العراقية أي إجراءات، وكذلك المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة الممثلة للبعثة الأممية، والتي ظلت صامتة.
ولفت إلى أن نتيجة الصمت كانت ما حدث من اعتداءات على الأهالي وضرب السيارات التي تحمل لوحات صلاح الدين، وربما يتبع ذلك أعمال انتقامية كما حدث في 2006، ما لم يتم تدراك الموقف ووقف وتجريم كل من يعتدي أو يقوم بأعمال طائفية.
وأكد الإعلامي والسياسي العراقي، أن هذا كله لدفع التهم عن حكومة نوري المالكي المتسببة بإدخال داعش، والتي سحبت الجيش والقوات الأمنية من هذه المناطق، وتسببت في قتل آلاف السنة والشيعة العراقيين.
وأشار إلى أن ذلك لتجنب توجيه أصابع الاتهام للمالكي، وحتى تستمر هذه الجهات والميلشيات المسلحة والسياسية بتلاعبها بممتلكات وأرواح العراقيين بدوافع مختلفة أبرزها الميل لاتجاه النفوذ الإيراني في هذه المناطق.
وذكر بأن هذه التصرفات سبقتها أيضا محاولات لتدمير تمثال أبو جعفر المنصور واتهامه بقتل الإمام الكاظم وتدمير مسجد أبو حنيفة النعمان، بنفس التهمة، وسيتبع ذلك عدة عمليات طائفية لإثارة الطائفية كما يحدث قبل كل انتخابات في العراق.
وأوضح أن ذلك بسبب تكوين النظام السياسي العراقي التي تقوم على أساس وتقسيم طائفي وقومي، مشيراً إلى أن رئاسة البرلمان من طائفة والجمهورية من طائفة والوزراء من طائفة، وهكذا بني النظام السياسي العراقي وتكونت الأحزاب على أساس طائفي قومي.
ورأى أن النتيجة الحتمية لذلك أن يكون هناك صراع مجتمعي حتى تتغذى هذه الأحزاب ويتم انتخابها وتجديد الولاية لها على حكم العراق.