منذ اندلاع الحرب في سوريا قبل عقد من الزمن، فر اللاجئون إلى دول في الشرق الأوسط وأوروبا، وكذلك إلى دول في إفريقيا تواجه عدم الاستقرار، مثل الصومال، لكن المسؤولين الصوماليين الآن يقولون إن اللاجئين السوريين يثرون الدولة المضيفة ثقافياً واقتصادياً.
ويعيش زكريا أزركان اللاجئ السوري الذي فر من الحرب الأهلية منذ عامين في الصومال، البلد الذي ما زال يتعافى من الصراع الداخلي.
وزكريا الآن طاهٍ ومدير مطعم الوردة الشامية، وهو مطعم سوري شهير في مقديشو.
ويقول إنه يتوقع أن يجد السوريون الآخرون فرصًا هنا ويفتحون مشاريع جديدة، على الرغم من أن الصومال ما زال يخرج من الحرب.
ويضيف أن هناك أطباء أسنان سوريين فتحوا عيادات بالفعل، وأطباء آخرون من تخصصات مختلفة يديرون مراكز طبية في مقديشو.
ويُعد مطعم أذربيجان بمثابة مكان لقاء للجالية السورية في مقديشو، إذ يأتي الوافدون الجدد إلى المدينة إلى هنا للتوجيه.
وصل محمد موسى البالغ من العمر ثلاثة عشر عامًا وعائلته إلى مقديشو قبل أيام قليلة، وتناولوا الطعام مع السكان المحليين الصوماليين الذين اعتادوا الآن على المطبخ السوري.
ويقول موسى إنه يحث جميع المهاجرين السوريين أو حتى الصوماليين على القدوم إلى هذا المطعم لأن الطعام هنا لا يقاوم، مشيرًا إلى أنه “يشعر وكأنه عاد إلى وطنه”.
الدكتور محمود صالح من بين المهنيين الطبيين اللاجئين السوريين الذين يقدمون مهاراتهم لبلد فقد معظم عماله المهرة بسبب الحرب الأهلية والفقر وسنوات من الفوضى.
ويعيش صالح في الصومال منذ أربع سنوات وتمكن من الاندماج بشكل كامل مع المجتمع المحلي.
ويدير جراح الأسنان واحدة من أفضل العيادات تجهيزًا في مقديشو وله الفضل في إجراء عمليات آمنة وناجحة، ويقول إنه استقر هنا مع عائلته.
وبعد أن قضى أربع سنوات في مقديشو مع زوجته وأطفاله، يقول إنه يعتبر نفسه مواطنًا صوماليًا، إذ يذهب أطفاله الآن إلى مدارس صومالية.
وربما كان السوريون الذين اختاروا البحث عن ملاذ في الصومال بعيدًا عن بلادهم التي مزقتها الحرب مدفوعين بالعلاقات التاريخية الجيدة بين البلدين.
في زمن السلم، تشترك البلدان في إيديولوجيات سياسية متشابهة.
ويقول عبد الوهاب شيخ باحث صومالي وخبير في العلاقات الدولية والثقافة إن هناك علاقة طويلة الأمد بين البلدين بدأت خلال النظام العسكري الذي حكم الصومال والحكومة التي يقودها البعث في سوريا.
وظلت هذه العلاقات الثنائية القوية قائمة، وبعد أن انغمست سوريا في حرب أهلية، اختار البعض القدوم إلى الصومال، حيث لا توجد قيود على تأشيرات الدخول للمواطنين السوريين.
ولا توجد بيانات رسمية عن عدد اللاجئين السوريين الذين يعيشون في مقديشو، وليس كلهم ناجحين مثل أزركان وصالح، لكن من الواضح أن العديد من هؤلاء اللاجئين يقدمون مساهمة إيجابية في الاقتصاد المحلي والثقافة.