شدوى الصلاح
قال الأكاديمي المغربي وأستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد الحساني، إن حركة المقاومة الفلسطينية حماس أخطأت بزيارتها أمس الأربعاء 16 يونيو/حزيران 2021، للمغرب التي استأنفت علاقتها مع الاحتلال الإسرائيلي رسمياً نهاية العام الماضي.
وأكد في حديثه مع الرأي الآخر، أن حماس أخطأت لأن هذه الزيارة جاءت وكأنها تؤكد أن التطبيع المغربي هو تطبيع متميز وأنه شكل آخر من أنواع التطبيع وأنه كما صرح رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، بأنه سيخدم القضية الفلسطينية أكثر مما نتصور.
وأرجع الحساني، خطأ حماس إلى أنها ربما لا تعي طبيعة اللحظة والزمن السياسي بالنسبة للشعب المغربي، مشيراً إلى أن الزيارة التي تأجلت لستة أشهر جاءت في ظل التهنئة الرسمية للمغرب ومن أعلى سلطة في البلاد لرئيس وزراء الكيان الغاصب الجديد نيفتالي بينيت.
ولفت إلى أنها تأتي أيضا في مستهل استعداد الأحزاب السياسية للانتخابات التشريعية المقبلة التي كان حزب العدالة والتنمية يعتبر نفسه المستهدف الرئيسي من خلال قانون القاسم الانتخابي الجديد، والذي يهدف إلى تقزيم حضور الحزب داخل البرلمان وتفويت فرصة حصوله على العدد الكافي الذي يمكنه من قيادة الحكومة مرة أخرى.
وأشار الحساني، إلى أن حماس صرحت مراراً وتكراراً أنها لا يمكن أن تكون طرفاً في أي حدث يقع داخل أي بلد عربي أو إسلامي، قائلاً: ” هذا منطق مفهوم، لكن الحركة مثلما أنها حريصة على سياستها فهي مطالبة بقياس نبض أي شارع سوف تتحرك فوق أرضه”.
وحذر من أن أي تقلص في منسوب الاحتضان الشعبي والدعم الشعبي ليس في مصلحتها لأن حسابات الشعوب دائما ما تكون مختلفة في القضايا الكبرى، مضيفاً أن عنوان الزيارة التي لولا الضوء الأخضر من القصر لما تمت هو جوهر الإشكال.
وتابع الحساني: “لا يمكن لحزب العدالة والتنمية أن يمحو من ذاكرة المغاربة أن يد أمينه العام هي الموقعة على اتفاقية التطبيع مع أهم أركان الإجرام الذي وقع على غزة في ظل معركة سيف القدس، ولا يمكن للزيارة أن تجعل التطبيع المغربي استثنائياً لصالح القضية الفلسطينية”.
واستطرد: “لا لأحد يزايد على حماس أو فصائل المقاومة في حرصهم على قضية فلسطين وتحريرها من الكيان الغاصب، هذه نقطة ينبغي أن تقطع معها بشكل نهائي، فأفواج الشهداء الذين قدمتهم حماس وباقي فصائل المقاومة ولا زالت تقدم ينبغي أن تغلق أفواه المزايدين” .
ودعا الأكاديمي المغربي، إلى استحضار الواقع والأرضية الإقليمية والدولية التي تتحرك عليها أو من داخلها حماس وهي تقود مشروع تحرر ضد كيان كل القوى الدولية تعتبره حليفاً استراتيجياً لها وداعمه له بكل أنواع الدعم المعلوم وغير المعلوم.
وأكد أن حماس ليست فوق النصيحة أو النقد أو التقييم لطبيعة تواصلها السياسي، قائلاً إن حماس تدرك ذلك جيداً وتتفهمه وتتفاعل معه بوعي كامل لأنها تعلم جيداً أهمية وعمق الحاضنة الشعبية التي ستبقى دائما هي رمانة الميزان في معركة التحرير.
يشار إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وصل الرباط ظهر أمس الأربعاء 16 يونيو/حزيران 2021، على رأس وفد يتضمن 12 من قيادات وأعضاء المكتب السياسي للحركة الفلسطينية، بدعوة من حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقود الائتلاف الحكومي في المغرب.
وتندرج هذه الزيارة “في إطار العلاقات بين المملكة وفلسطين ومساهمة في دعم القضية الفلسطينية والتشاور وتبادل الأفكار وسبل الدعم”، متضمنة لقاءات مع بعض الأحزاب السياسية المغربية، وفق ما صرح نائب الأمين العام للحزب سليمان العمراني.
وبحث هنية مع رئيس مجلس النواب المغربي الحبيب المالكي في الرباط، اليوم الخميس، 17 يونيو/حزيران 2021، التطورات السياسية الفلسطينية، مستعرضاً مجمل القضية الفلسطينية التي تمر بمرحلة غاية في الحساسية والأهمية.
وفي تصريحات تضفي طابعاً رسمياً على الزيارة الأولى من نوعها لهنية للمملكة، كشف أن زيارته للمغرب تأتي برعاية من الملك محمد السادس.