شدوى الصلاح
قال الخبير والمستشار الاقتصادي الدكتور باسل منصور، أن ما شهدناه من أحداث في الفترة الأخيرة من العدوان الصهيوني على الأقصى وقطاع غزة، كشف الدور المصري الحقيقي المبطن لمحاولة القضاء على المقاومة الفلسطينية، مؤكداً أن مصر لم ولن تخدم القضية الفلسطينية.
وأكد في حديثه مع الرأي الآخر، أن الدور المصري الحالي استكمال لدورها السابق من خنق المقاومة الفلسطينية عن طريق فرض إجراءات معقدة على المخرج الوحيد لهم المتمثل في معبر رفح، بالإضافة إلى بناء السور على طول الحدود وحفر قناة المياه.
وأضاف منصور، أن مصر استعدت للعب دور الوسيط في حل الصراع الأخير بين المقاومة والكيان الصهيوني بفرض شروطها من خلال إعمار ما دمر خلال العدوان الأخير، وأعلنت تبرعها بمبلغ 500 مليون دولار من خلال الشركات المصرية العسكرية، وعبر حليفتها الإمارات.
وتعجب من تبرعها رغم أنها عدم امتلاكها للمبلغ واقتراضها من البنك الدولي بعد التبرع بعدة أيام، مشيراً إلى اعتذار مصر عن لقاء المفاوضين الفلسطينيين بعد وصوله إلى القاهرة في 10 يونيو/حزيران الجاري، وتبرير ذلك بأن مصر مشغولة الآن وتأجيل الاجتماع لأجل غير مسمى.
ورأى منصور، أن ذلك يؤشر إلى أن مصر غير جادة في إيجاد الحلول وما هي إلا مجرد وسيط للطرف الصهيوني الذي يملي عليها طلباته، قائلاً إن مصر تعمدت خنق قطاع غزة لإجبار الفلسطينيين على قبول شرط الإعمار من خلالهم.
وأكد أن المساعدات التي قدمتها مصر إلى قطاع غزة وما رافقها من إعلام عند وصولها لتمجيد الدور المصري، تبين لاحقاً أنها مواد غذائية وطبية قاربت صلاحيتها على الانتهاء وبحجم لا يتناسب مع ما تناوله الإعلام حينها.
وأوضح الخبير والمستشار الاقتصادي، أن المقاومة ليست معنيه برفض المساعدات المصرية، لأن مصر هي الباب الوحيد والمخرج للشعب الفلسطيني في غزه، مختتماً حديثه بالقول: “لم يعد أحد يثق في بدور مصر، فسياستها تجاه القضية الفلسطينية مجرد تصريحات إعلامية”.
يشار إلى أن الوساطة المصرية تمكنت من التواصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في 21 مايو/أيار الماضي، بعد دوان إسرائيلي على قطاع غزة استمر 11 يوما، إلا أن إسرائيل خرقتها وتواصل عدوانها على الأقصى وقصف غزة.