شدوى الصلاح
قال الكاتب والمفكر الكويتي الدكتور محمد المطر، إن سحب أميركا دفاعاتها الجوية ومنها منظومة الدفاع الجوي ثاد وتقليل الوجود العسكري الأميركي في الخليج وخاصة في المملكة السعودية في ظروفها الأمنية العسكرية السيئة مؤشر خطير على إعادة ترتيب ورسم المنطقة.
وذكر في حديثه مع الرأي الآخر، بتنسيق أميركا في السابق مع إيران بتسليم الأرض لإيران والاحتفاظ بالنفط لصالح شركات أميركية، محذراً من وجود مقدمات لنحر النظام السياسي السعودي وإعادة استحضار سيناريو التقسيم.
واستدل المطر، على ذلك بهرولة الدول الخليجية الصغيرة مثل الإمارات وقطر والبحرين لتقوية علاقاتها بشكل متين مع إسرائيل لضمان سلامة أنظمتها، مشيراً إلى أن أميركا بدأت رفع يدها تدريجياً من دول الخليج، بعدما تهالكت أمنياً وعسكريا واصبح حمايتها وتأمينها مكلف.
وأكد أن ذلك واضح بطريقة تعاملها مع السعودية، وسحبها الغطاء السياسي الدولي عنها وترك السلطة تواجه ضغوطاً دولية أوصلتها للعزلة، بعدما أدخلتها في حرب عبثية مستمرة باليمن منذ أكثر من ٦ سنوات مع ميلشيا استنزفت ترسانتها العسكرية وكشفت تهالك قدراتها.
وأوضح الكاتب والمفكر الكويتي، أن التزاحم على المنطقة ودخول الصين في المشهد الخليجي عبر إيران باتفاقية استثمار ٤٠٠ مليار دولار لمدة ٢٥ عام وتطوير القدرات العسكرية والاقتصادية والصناعية والبنية التحتية لإيران وبناء قاعدة عسكرية صينية أربك أميركا.
ولفت إلى أن الصين التحدي الأكبر لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وصرح بذلك في مقالة بمجلة السياسات الدولية تحت عنوان why America must lead again قائلاً إن أميركا وحلفائها الغربيين عليهم تقويض النفوذ الصيني في آسيا الوسطى ووقف مشاريعها بإفريقيا.
وأضاف المطر، أن لذلك ذهب بايدن إلى بريطانيا في محاولة لضم وإقناع الإنجليز بسياسته بحكم العلاقة التاريخية والسياسية والاستخباراتية، فهي عضو في ال Five Eyes وأيضا محاولة لإقناع دول الـ G7 بذلك.
وأشار إلى أن أوربا غير متحمسه لذلك خصوصا لأن الصين لا تشكل تهديد مباشر لأمن أوربا، ولتشابك مصالح الصين مع أوربا اقتصاديا وتكنولوجيا، كما أن حلفاء أميركا “كوريا الجنوبية واليابان” لا يريدون الدخول بصراع أو مزاحمة الصين في آسيا لأسباب أمنية واقتصادية.
وأوضح المطر، أن إيران كقوة إقليمية متفوقه جداً تنظيميًا على منافسيها في منطقة الشرق الأوسط، وتملك أجنحة سياسية وعسكرية واقتصادية منتشره هناك، خاصة في الخليج أو جزيرة العرب، وتشابك أميركا معها سيكون مزعج نظراً لمصالحها أيضا بالعراق.
واستطرد: “لذلك تحاول أميركا تسكير الملفات العالقة لإعادة ترتيب المنطقة، وتغلق ملف أفغانستان وتسلمها لطالبان العدو اللدود لإيران التي طعنت طالبان بحرب أفغانستان، وقبلها كانت هناك مناوشات على الحدود الأفغانية الإيرانية”.
وتوقع المفكر الكويتي، أن يكون لأفغانستان دور بالمستقبل لمنافسة إيران في ظل غياب القوى “سنية” القادرة على تحريك الشارع “السني” سوى طالبان، وذلك لدخول باكستان في حلف استراتيجي مع الصين، وتهالك دول الخليج على رأسهم السعودية وتراجع دورها الديني “الشكلي” وعجز الدول الإسلامية “السنية”.