تعرض الإصلاحي السعودي خالد العمير لظلم ممتد من النظام السعودي، وقضى حتى اليوم 12 عامًا في الاعتقال السياسي، دون جريمة ارتكبها.
وحكم القضاء السعودي عام 2008 على العمير بالسجن 8 سنوات بسبب تخطيطه لتنظيم تظاهرة داعمة لقطاع غزة إبان الحرب الصهيونية، كما حُكم عليه بالسجن 9 سنوات أخرى عام 2018 بسبب مطالباته بالإصلاح.
وتقدم العمير مع مجموعة من النشطاء بطلب لوزارة الداخلية للسماح لهم بالتظاهر من أجل دعم غزة عام 2008، لكن بعد رفض وزير الداخلية السماح بالتظاهرة مطلقًا، قرر العمير تحدي السلطة وعزم على التظاهر رغمًا عنها.
اعتقل الأمن السعودي العمير قبل موعد المظاهرة، وحكم القضاء عليه بالسجن لمدة 8 سنوات، قضى منها 4 في سجن انفرادي وتعرض للتعذيب الشديد.
رفضت السلطات السعودية إخراجه من السجن بعد قضاء حكمه غير الشرعي لمدة 8 سنوات، ورد بإضراب مفتوح عن الطعام حتى رضخت السلطات لمطلبه بالإفراج عام 2016.
في عام 2018 اعتقلت السلطات العمير مرة أخرى بسبب مطالباته بكتابة دستور للبلاد وإجراء إصلاح سياسي.
والعام الماضي، حُكم على العمير بالسجن 7 سنوات، رُفعت لاحقًا إلى 9؛ بسبب نشاطه ومطالباته بالإصلاح.
وسُرب للعمير عدد من الرسائل من داخل سجنه، أعلن فيها رفضه واحتجاجه على الأحكام والمحاكم السعودية وممارسات السلطة الجائرة.
وقال في إحدى رسائله: “القضاء في بلادنا يقوم على أساس فكرة أحادية لا تؤمن أصلًا بتعدد الآراء، ولا بالحق في الرأي المخالف ولو قليلًا عن رأي السلطة، فما رأيكم بالرأي المعارض لها.. لذا؛ لا يمكن أن يكون هذا القضاء إلا منحازًا للسلطة في تصوره وحكمه”.
وقالت مصادر حقوقية إن هناك احتمالًا أن تُعقد محكمة جديدة للعمير بسبب رسائله المسربة من داخل السجن.
ومنذ صعود ولي العهد محمد بن سلمان، اعتقلت السعودية عشرات المعارضين السياسيين من الدعاة والأكاديميين والخبراء، وطالبت النيابة العامة بإعدام عدد منهم بتهم “الإرهاب”.
وتواصل السلطات أيضًا استهداف المعارضين في الخارج عبر ملاحقتهم والتجسس عليهم، فضلًا عن التضييق على عائلاتهم في الداخل باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب، بما في ذلك حظر السفر والاحتجاز التعسفي بطرق ترقى إلى العقاب الجماعي.
وكان أبشع استهداف للمعارضين في الخارج ما حدث للصحفي جمال خاشقجي، إذ أعدمه فريق اغتيال سعودي وقطّع أوصاله في 2 أكتوبر/ تشرين أول 2018 داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
وكشفت تقارير المخابرات الأمريكية أن اغتيال خاشقجي كان بأوامر مباشرة من محمد بن سلمان.