يسعى الرئيس التنفيذي لمنظمة العفو الدولية ساشا ديشموخ إلى عقد اجتماع مع الدوري الإنجليزي الممتاز لمناقشة التغييرات التي طرأت على اختبار مالكيها ومديريها، في أعقاب استيلاء اتحاد تقوده السعودية على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، في صفقة مثيرة للجدل.
وفي الأسبوع الماضي، كُشف عن أن العرض الذي قيمته 305 مليون جنيه إسترليني تمت الموافقة عليه من الدوري، وأن صندوق الاستثمارات العامة في السعودية سيحصل على حصة مسيطرة بنسبة 80 ٪ في النادي.
وأثار إتمام الصفقة انتقادات واسعة النطاق بسبب سجل حقوق الإنسان الضعيف للسعودية.
ووصفت منظمة العفو الدولية عملية الاستيلاء بأنها “ضربة مريرة للمدافعين عن حقوق الإنسان” وأثيرت تساؤلات حول إمكانية “غسيل رياضي” من السعودية، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان.
وفي رسالة، كتب ديشموخ إلى ريتشارد ماسترز الرئيس التنفيذي للدوري الإنجليزي الممتاز وسأل كيف أن اختبار المالكين والمديرين الحاليين ليس له “أي علاقة على الإطلاق” بحقوق الإنسان.
وقال ديشموخ: “إن الطريقة التي تلوح بها الدوري الإنجليزي الممتاز بهذه الصفقة تثير مجموعة من الأسئلة المقلقة للغاية حول غسيل الرياضة، وحول حقوق الإنسان والرياضة، ونزاهة كرة القدم الإنجليزية”.
وأكد أن “كرة القدم رياضة عالمية على المسرح العالمي، وهي بحاجة ماسة إلى تحديث قواعد الملكية الخاصة بها لمنع المتورطين في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من الانخراط في شغف وسحر كرة القدم الإنجليزية”.
وقال مارتن تشولوف مراسل صحيفة الجارديان في الشرق الأوسط إن ارتباط السعودية بالرياضة أصبح “جزءًا مثيرًا للجدل من جهودها لتغيير صورتها”.
وذكر أن الاستيلاء على نيوكاسل هو “أجرأ خطوة للمملكة حتى الآن، مما يضعها بقوة على المسرح الرياضي في العالم، وبصراحة في مرمى منتقديها”.
وانتقلت الدولة الخليجية من استضافة مباريات الملاكمة وسباق الخيل والمصارعة إلى امتلاك نيوكاسل الآن والاستعداد أيضًا لسباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 في جدة في ديسمبر.
وقالت منظمة حقوق الإنسان جرانت ليبرتي إن “برنامج الغسيل الرياضي” هذا كله يأتي بتكلفة باهظة، إذ قدّرت في تقرير نشرته بمارس الماضي أن السعودية أنفقت ما لا يقل عن 1.5 مليار دولار على الأحداث الرياضية الدولية البارزة.
وقال أوليفر هولت في صحيفة The Mail on Sunday إن “عبادة المال بلا حياء” في الدوري الإنجليزي الممتاز ليس سرًا.
وأضاف “لكن نادرًا ما بدا الأمر أكثر وضوحًا من الأسبوع الماضي، عندما قامت كرة القدم الإنجليزية بتدوير السجادة الحمراء للسماح لـ”متعهد القتل المتعمد والإعدامات الجماعية وكراهية النساء التي ترعاها الدولة والقمع الواسع النطاق لحقوق المثليين” بالسيطرة على نيوكاسل يونايتد.
وحلت السعودية محل المالك السابق “المكروه” مايك آشلي، “لكن هذا نوع غريب من الخلاص عندما يكون محررك هو محمد بن سلمان الذي أرسل شخصيًا فرقة اغتيال لقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي في عام 2018″، وفق صحيفة “ذا ويك”.
وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز إن نيوكاسل “تتبع فقط المسار الذي سلكته حكومة المملكة المتحدة ومستشارو المدينة”.
وأضافت “بعيدًا عن أن يكون مقتل خاشقجي نقطة تحول في علاقات المملكة المتحدة مع السعودية، فقد ارتفعت صادراتنا (بما في ذلك الأسلحة) إلى الرياض لـ6.7 مليار جنيه إسترليني في العام الماضي”.
وذكرت أن ذلك دليل على أن “اللعبة مبنية على الأموال القذرة”.
وتساءلت “الإيكونوميست” لماذا تحرص الأنظمة الاستبدادية على أندية كرة القدم الإنجليزية.
وقالت: “هناك دراسة جدوى، ولكن مع وجود الكثير من النقد الأجنبي في اللعبة، فإن شراء النجاح أصبح أكثر صعوبة من أي وقت مضى، والقاعدة الرئيسية على ما يبدو، هي أن كرة القدم تسمح لهم بإظهار القوة الناعمة”.
وكتب جوناثان ويلسون في صحيفة الغارديان: “لم تكن كرة القدم نقية أبدًا، لكن بالتأكيد هذا هو الوقت المناسب لرسم خط في الرمال”..
وأضاف “انسوا كل النفاق.. هناك سؤال واحد فقط يحتاج مشجعو نيوكاسل وكرة القدم إلى طرحه بشكل عام: ما هو شعورك حيال التعذيب والقتل؟”.