قوبل انتخاب الرئيس الإيراني بصمت رسمي سعودي حتى الآن، لكن المعلقين في الصحف السعودية التي تسيطر عليها الدولة توقعوا تغييرًا طفيفًا في السياسة الخارجية لإيران، بسبب “تشديد الصقور الأمنيين قبضتهم على السلطة”.
وقدمت معظم دول الخليج، بما في ذلك الإمارات، التهنئة بعد فوز القاضي إبراهيم رئيسي، حليف المرشد الأعلى علي خامنئي الذي يتمتع بالسلطة المطلقة، في الانتخابات الرئاسية يوم الجمعة.
وكتب عبد الرحمن راشد في صحيفة “الشرق الأوسط” المملوكة للسعودية: “بعد فوز إبراهيم رئيسي، لا نتوقع أي تغييرات مهمة في السياسة الخارجية لأنها تقع تحت سيطرة المرشد الأعلى، وسوف يمر الاتفاق (النووي) الذي يتفاوض عليه (الرئيس الحالي حسن) فريق روحاني في فيينا”.
وتتطلع الرياض وحلفاؤها إلى إجراء محادثات بين القوى العالمية وإيران لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي انسحبت منه واشنطن في 2018 والذي عارضته دول الخليج بسبب عدم تناول برنامج طهران الصاروخي ودعمها لوكلاء إقليميين.
وقال محللون إن التقدم في فيينا سيحدد الزخم في المحادثات المباشرة بين الرياض وطهران التي بدأت في أبريل / نيسان لاحتواء التوترات التي تفاقمت بسبب حرب اليمن والتي تصاعدت في أعقاب هجوم 2019 على منشآت النفط السعودية.
وقال علي الخشيبان في افتتاحية في جريدة الرياض “المصالحة مع إيران ممكنة لكن في إطار سياسي براغماتي.. لغة الاعتدال والتكافؤ هي اللغة السياسية الوحيدة القادرة على كبح جماح إيران”.
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قال في أبريل / نيسان إن الرياض تريد علاقات جيدة مع طهران، وتبنى لهجة أكثر تصالحية في الوقت الذي يحاول فيه الموازنة بين العداء الذي طال أمده والاعتبارات الاقتصادية وتجاوز الخلافات مع واشنطن بشأن كيفية معالجة سلوك طهران الإقليمي.
والرئيس جو بايدن، الذي طالب إيران بكبح برنامجها الصاروخي وإنهاء دعم الوكلاء، سحب دعمه لحملة عسكرية تقودها الرياض في اليمن ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران، الذين يواصلون الهجمات عبر الحدود على المملكة.
وقال المعلق السعودي خالد سليمان في صحيفة عكاظ اليومية إن واشنطن “توجه خدها” لإيران وعليها تجنب تقديم “تنازلات مجانية” تشجع طهران.