شدوى الصلاح
وصف الكاتب والمحلل السياسي العراقي نظير الكندوري، القمة الثلاثية المنعقدة اليوم الأحد 27 يونيو/حزيران 2021، في بغداد، بين رؤساء مصر والعراق والأردن، بأنها قمة الضعفاء، أو تكتل المأزومين الباحثين عن مخرج يمد في عمر أنظمتهم.
وأشار في حديثه مع “الرأي الآخر”، إلى أن هذه القمة تعقد بعد تأجيلات عديدة بسبب الأحداث التي وقعت في مصر وانحراف قطار في مدينة سوهاج ووقوع عشرات القتلى والجرحى، ثم الأحداث التي وقعت في الأردن التي كانت أقرب إلى الانقلاب داخل العائلة المالكة الهاشمية.
وأوضح الكندوري، أن هذه القمة تعد الرابعة بين الزعماء الثلاث، حيث سبق أن التقوا في العاصمة المصرية والأردنية بالإضافة إلى قمة سابقة في أميركا، لافتاً إلى مناقشة القمة لملف “الشام الجديد” الذي يعد تكتل اقتصادي بين الدول الثلاث على غرار التجربة الأوربية.
وأضاف أن رؤساء الدول الثلاثة يبتغون من خلال ذلك التكتل النهوض باقتصاديات دولهم الضعيفة أمام التحديات التي يوجهوها في المنطقة، ويشمل تعاونًا في مجالات اقتصادية واستثمارية بين الدول الثلاث، فضلا عن فتح الباب لضم دول عربية أخرى إليه.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي العراقي، أن السؤال الذي يصعب الإجابة عنه: “هل هذه الدول قادرة على خدمة بعضها البعض؟”، مستطرداً بالقول إن من المعروف أن مصر والأردن ليس لديهما شيء يمكنهما به خدمة العراق.
وتابع: “بالمقابل فإن العراق لا يمكنه خدمة هاتين الدولتين سوى إمدادهما بالنفط الخام رخيص الثمن، ويرجح أن مصر والأردن يبتغين الاستفادة من هذا النفط للتغلب على مصاعبهما في موضوع الطاقة، بالإضافة إلى تطلع مصر لتكون دولة محورية في توزيع الطاقة”.
وأشار الكندوري، إلى أن الأردن ومصر يريدان دخول السوق العراقية لمنافسة البضائع التركية والإيرانية التي تغطي السوق العراقي، فيما يرغب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بهذا التكتل الاقتصادي، الانفكاك تدريجيًا من الأسر الإيراني الاقتصادي والسياسي والعسكري.
وأكد أن الكاظمي يسعى للخلاص من النفوذ الإيراني، بالاتجاه إلى المحور العربي دون استثارة إيران وميلشياتها، خاصة إذا فكر بالاتجاه نحو السعودية وباقي دول الخليج، لأن إيران لا تنظر إلى مصر والأردن بنفس نظرتها إلى السعودية وباقي دول الخليج.
وتعجب الكندوري، من إعلان الكاظمي بأحد لقاءاته التلفزيونية السابقة إعجابه بالتجربة المصرية وإجراءات رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي على الصعيد الاقتصادي ومشاريع الإعمار.
ولفت إلى أن تصريحات الكاظمي كانت مصدر سخرية لكثير من المراقبين والمتفاعلين على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب معرفتهم بأن التجربة المصرية لا يوجد بها أي نجاح سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي.
واستكمل الكندوري: “إذاً ما الذي يمكنه أن يقدمه السيسي للعراق من تجربة مثالية وهو الذي قاد انقلابًا على سلطة شرعية وأخذ الحكم بالقوة ويحكُم مصر بالحديد والنار منذ انقلابه على الرئيس الشرعي الراحل محمد مرسي في يوليو/تموز 2013؟”.
وتطرق إلى معاناة الملك الأردني عبدالله الثاني، هو الأخر من مشاكل تتعلق بحكمه المرفوض من قبل أسرته ومن قبل شرائح كبيرة من المجتمع الأردني، ومعاناة بلاده من أزمة اقتصادية خانقة كانت في كثير من الأحيان تتدخل دول الخليج لإنقاذه منها.
وأضاف: “لكن الأمر تغيير وأصبحت دول الخليج تتوق للتخلص من ملك الأردن بأي شكل من الأشكال، وما الحادثة الأخيرة والحديث عن تورط بعض دول الخليج في محاولة إزاحته عن الحكم، إلا مثال قريب عن سوء العلاقة بينه وبين دول الخليج”.