شددوى الصلاح
أكد الباحث في التاريخ السياسي والفكر الإسلامي الدكتور حامد الخليفة، أن العلاقات السعودية الإيرانية المحتملة لن يكون فيها أي جديد إلا خدمة إيران وأجندتها المعلنة، حتى لو أعلنت فرضاً توقفها عن العمل بتلك الأجندة، مستبعداً أن تعلن إيران ذلك.
وفسر في حديثه مع الرأي الآخر، استبعاده لذلك بأن مسوغات استمرار السياسة الإيرانية قائم على سياسة الطريق إلى مكة والمنام كما كان الطريق إلى بغداد ودمشق، مشيراً إلى أن هذه سياسات تحظى بتأييد غربي وشرقي ورضى إسرائيلي ومباركة أممية يراها كل متابع.
ولفت الخليفة، إلى أن تغيير الخطاب الدبلوماسي الإيراني تجاه السعودية وإعرابها عن تفاؤلها من المحادثات مع السعودية، لا يقابله جديد ميدانياً أو تغير في السياسة الإيرانية التوسعية العدوانية على الدين وعلى أمن المسلمين.
ورأى أن أي شعارات ترفع في هذا الباب فإنها باطلة لأنها مناقضة لثوابت سياسة الثورة الإيرانية ومبادئ تصدير ثورتها ضد جيرانها من المسلمين فقط، معتبراً تلك التصريحات رغبة من إيران لاستغلالها لفك الحصار عنها والمناورة حول النووي الإيراني.
وأضاف الباحث في الفكر الإسلامي، أن الحكومة السعودية ربما تسعى بتصريحاتها وانفتاحها لتطبيع العلاقات مع إيران، لإرضاء سياسيات الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تغذي الطائفية والميلشيات الرافضية في المنطقة.
وشدد على أن معطيات تاريخ وسياسة إيران تؤكد أنّ أي بلد يفتح أبوابه لها دون مراقبة وضبط لكل زواياها سيسمح بخراب أمنه وتغذية الفتن وتفكيك نسيجه الاجتماعي، وحشد الطوائف الباطنية ضد المسلمين.
وأوضح الخليفة، أن إيران وثورتها الخمينية ضد المنطقة وأمنها وهويتها وفي مقدمتها السعودية، وهذا متأصل في عقيدة وثقافة القيادة الحالية ومنذ تأسيسها عام 1979، لافتاً إلى أنها لا زالت إلى اليوم تزداد اندفاعا نحو تأسيس المزيد من بؤر الفتن بالمنطقة.
وأشار إلى أنها تفعل ذلك من خلال سياستها المعتمدة على نظرية أم القرى الإيرانية ومن خلال الميلشيات المعبأة طائفياً الحاقدة على الإسلام والمسلمين وعلى الصحاب المكرمين وعلى العرب المجاورين والبعيدين.
وأكد الخليفة، أن هذه السياسة من ثوابت الثورة الإيرانية الحالية التي سخرت لها إيران كل إمكانياتها الدينية والثقافية والاقتصادية والعسكرية، ولا زالت سالكة لهذه الطرق التخريبية التي يراها الناس في العراق وسوريا واليمن ولبنان وغيرها.
وحذر من يتجاهل هذه المعطيات في تعامله مع السياسة الإيرانية بأنه يتجه نحو الانتحار الأمني والسياسي، إلا إذا أعلنت إيران التوقف عن شعارات تصدير الثورة الخمينية، وتكفير المسلمين وتكذيب القرآن والسنة وشتم الصحابة ولعن الوهابية.
وأضاف الباحث في التاريخ السياسي، أن إيران يجب للتعامل معها أيضا أن تعلن وقف التحريض على هدم الكعبة وتبني نظرية الطريق إلى مكة والمنامة، مشيراً إلى أن هذه قضايا متجذرة في السياسة الإيرانية لا يمكن الانفكاك عنها.
يشار إلى أن المحادثات الإيرانية السعودية بدأت أبريل/نيسان الماضي في العاصمة العراقية بغداد، وما زالت مستمرة على طاولة المفاوضات وتكتسب زخماً دولياً بعد قطيعة للعلاقات الدبلوماسية بين الجانبين مستمرة منذ يناير/كانون الثاني 2016.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، إن “طهران تنظر بتفاؤل للحوار مع السعودية”، كما أكدت الحكومة الإيرانية أنها أحرزت تقدما جيدا في المحادثات مع السعودية.