شدوى الصلاح
أكد المتحدث الرسمي باسم منظمة سند الحقوقية السعودية فهد الغويدي، إن الإعلام في المملكة السعودية لا يتمتع بأي نوع من الاستقلالية، وبالتالي لا يوجد هناك أي شفافية أو نزاهة إعلامية، والإعلام هو ما يريده الحاكم أن يصل إلى الناس.
وقال في حديثه مع الرأي الآخر، إن القمع الشديد والممنهج في المملكة وصل حتى وسائل الإعلام البديلة المتمثلة في مواقع التواصل الاجتماعي التي مثلت ثورة إعلامية كبرى ونقلة نوعية في مفهوم الإعلام نفسه، وتمت مراقبة هذه الوسائل والسيطرة عليها بشكل كبير .
وأضاف الغويدي، أن السعودية لا يوجد بها معنى حقيقي للصحافة، لأن مفهوم تتبع وتقصي الأخبار ونشرها شيء غير ممكن دون رضى من المسؤولين، وبناء عليه تكون الكلمة مكتوبة مسبقاً ومنصوص عليها ومؤطرة داخل إطار معين لا يمكن الخروج عنه.
وتابع: “من يحاول أن يتخطى هذا الإطار ويخرج منه، يخرج معه من فضاء الحرية إلى عتمة وضيق السجون”، مستطرداً: “هذا هو حال الإعلام والصحافة في السعودية”.
وأوضح الغويدي، أن التشديد على حرية التعبير والكلمة ازداد في البلاد بطبيعة الحال ليس بسبب تغير النظام فحسب بل بسبب اطمئنان الأنظمة الداعمة للثورات المضادة في الوطن العربي وعلى رأسها السعودية إلى انتهاء الربيع العربي وانطفاء شعلته.
وأشار إلى فترة اندلاع الثورات العربية كانت أكثر فترة شهدت فيها الصحافة السعودية ارتفاع غير مسبوق في سقف الحرية، لكنه سرعان ما انخفض بشكل تدريجي ابتداء من 2013 وتحديدا بعد انقلاب رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي على السلطة في مصر.
ولفت الغويدي، إلى أن النظام السعودي اعتبر انقلاب السيسي نقطة تحول في مسار الثورات العربية، وبدأت الثورة في الانحسار والتراجع، مؤكداً أن اغتيال الصحفي جمال خاشقجي أواخر 2018 لم يكن إلا تجسيد للمستوى الذي وصلت إليه حرية الصحافة بالمملكة.
وتابع: “ليس غريباً إذا أن يكون النظام السعودي اليوم ضمن قائمة منتهكي حرية الصحافة والصحفيين التابعة لمنظمة مراسلون بلا حدود، لكن الغريب هو انضمام النظام السعودي لهذا النادي بشكل متأخر جدا”.
وأكد المتحدث الرسمي باسم منظمة سند الحقوقية السعودية، أن النظام يمارس القمع ضد الصحفيين ويمنع أي استقلالية على نشاط الصحافة والإعلام في البلاد منذ أن تأسست أول محطة تلفزيونية وأول صحيفة في البلاد.
واستطرد: “بعد مرور نحو ثلاث سنوات على عملية اغتيال خاشقجي التي اهتز لها العالم أجمع لا يبدو أن النظام يمارس أي إصلاحات على مستوى حرية الصحافة والإعلام ولا تظهر حتى أي مؤشرات على ذلك رغم تراجع سمعة البلاد على مستوى العالم”.
يشار إلى أن منظمة مراسلون بلا حدود وضعت مؤخراً، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على قائمة “مفترسي حرية الصحافة” التابعة لها، والتي تضم 37 رئيس دولة – بينهم ستة من الشرق الأوسط – قاموا بقمع حرية الصحافة، وإنشاء جهاز رقابة خانق، وسجن الصحفيين بشكل تعسفي أو التحريض على العنف ضدهم.