شدوى الصلاح
قال عضو حزب مؤتمر البجا محمد عبدالله اوشيك هيكل، إن أحداث العنف التي شهدتها بورتسودان هي نتائج لتراكم أحداث تاريخية مستمرة، وعلى الحكومة السودانية القيام بواجبها وتمليك الرأي العام الحقائق كاملة حول مخطط الفتنة.
وحث في حديثه مع الرأي الآخر، الحكومة السودانية على التوقف عن مراوغة الشعب والتوصل لحل توافقي يحقق طموحات إقليم شرق السودان، مؤكداً أن أحداث تفجير عبوة ناسفة في نادي الأمير الرياضي في بورتسودان محاولة لتوسيع المعركة على الجميع.
وأضاف هيكل، أن سبب المشاكل التي تمر بها السودان دوافع سياسية، وليست أسباب عرقية أو قبلية بقدر ما هي توظيف لقبيلة معينة في شرق السودان لأجندة تآمرية، لأن الأوضاع السياسية لا توافق مصالح القبائل والأعراق صاحبة الحق في الأرض.
وأوضح أن أول الأحداث التاريخية التي نتج عنها أحداث بورتسودان، هي الحرب الإثيوبية الإرترية ونزوح اللاجئين الإرتريين للسودان، والتي أثرت في ديمغرافيا شرق السودان بفعل سودنة الإرتريين من قبل النظام السابق.
وأضاف هيكل، أن عند سقوط النظام الداعم لهؤلاء الإرتريين القادمين للسودان ضمن موجة لجوء واسعة، عادت الخارطة لوضعها الطبيعي الذي يستمد قوته من انتخابات عام ١٩٨٦م والتعداد السكاني ١٩٨٣م.
وأشار إلى أن مشكلة شرق السودان عادت إلى المشهد بعد اتفاق أسمرة أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٠٦، وطرحت مجدداً على طاولة مفاوضات جوبا بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية، ورفضت القيادات السياسية والإدارة الأهلية ممثلي الشرق في مخرجات المفاوضات المتمثلة في اتفاق جوبا للسلام.
ولفت هيكل، إلى أن اتفاق جوبا تم توقيعه دون رضاء معظم أهل الشرق، وأبلغ عضو الجبهة الثورية السلطات الأمين داؤود، أنه بصدد زيارة لولاية البحر الأحمر للتبشير بالاتفاق إلا أن الأجهزة الأمنية رفضت الزيارة، لكنه تجاوز السلطات وذهب.
وذكر بأن ذهاب داؤود للتبشير بالاتفاق ومكاسبه في مدنية بورتسودان، أدى إلى اشتباك مؤيديه مع الرافضين لمسار الشرق في اتفاق جوبا، مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى وأحداث عنف بين الأطراف.
وأضاف هيكل، أن المشكلة انتهت حينها بوثيقة قانونية تسمي في العرف البجاوي (القلد) لوقف الاقتتال بين أطراف الصراع، نصت على إلغاء مسار الشرق في جوبا، ومراجعة الهوية الوطنية، وترسيم الحدود بين قبائل الشرق، ومحاكمة المتسببين في أحداث زيارة داؤود.
ولفت إلى أن الاشتباكات وتبادل العنف تجددت في عام ٢٠١٩ وتظهر من حين إلى آخر بمشاكل جنائية عادية تأخذ الصبغة القبلية والإثنية، وأخذت الحكومة على أثرها إجراءات أمنية بمحاصرة الأحياء وإيقاف نزيف العنف.
وبين أن حادث انفجار عبوة ناسفة ألقاها مجهولين على نادي الأمير الرياضي في خي سلبونا بمدينة بورتسودان، الذي أسفر عن قتل 4 أشخاص على الأقل وجرح آخرين، وما تبعه من إحراق سوق حي أبو حشيش وغيرها من هجوم على أماكن متعددة، تطور للمشكلة من سياسية إلى قبلية إلى جنائية.