حذر دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى المسؤولين الإسرائيليين من أن الأزمات المتعددة التي تواجه السلطة الفلسطينية هي الأسوأ مما كان في أي وقت مضى، ويشبه “غابة جافة تنتظر الاشتعال”.
وزار هادي عمرو، نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، الكيان الإسرائيلي وفلسطين لعقد اجتماعات مع مسؤولين من الجانبين.
وجاءت الاجتماعات في الوقت الذي واصل فيه الفلسطينيون التعبير عن غضبهم من اغتيال الناشط السياسي المعارض للسلطة الفلسطينية نزار بنات، وقرار الاحتلال اقتطاع جزء من الضرائب المحصلة نيابة عن السلطة الفلسطينية كعقوبة على الرواتب التي تدفعها للأسرى وعائلات الشهداء.
وقال عمرو بعد لقائه مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله: “لم أرَ السلطة الفلسطينية في وضع أسوأ من قبل”؛ وفقًا لما نقل موقع “أكسيوس” عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين اجتمعوا بالمبعوث الأمريكي، أو اطلعوا على الاجتماع.
وأضاف أن مجموعة من الأزمات المالية والسياسية تركت الحكومة في مأزق أشبه بـ “غابة جافة تنتظر الاشتعال”.
واقترح عمرو خطوات يمكن أن يتخذها الاحتلال لمساعدة الاقتصاد الفلسطيني وميزانية السلطة الفلسطينية لتحسين مكانة الحكومة.
وبدأت أزمة الثقة الأخيرة بشأن قيادة السلطة الفلسطينية بعد أن أجل عباس إلى أجل غير مسمى أول انتخابات برلمانية فلسطينية منذ أكثر من 15 عامًا، وهي خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تهدف إلى تجنب المكاسب الكاسحة المتوقعة لحركة حماس، المنافس الرئيسي لحركة فتح التي يتزعمها عباس.
ومنذ مقتل بنات، الناشط السياسي الذي توفي أثناء احتجازه لدى السلطة الفلسطينية، ظهرت حركة احتجاجية تطالب باستقالة عباس ورئيس الوزراء محمد اشتية.
وأعلنت السلطة عن فتح تحقيق في وفاة بنات، لكن المتظاهرين استمروا في الاحتجاج لعدة أسابيع.
وفي غضون ذلك، تعرض الاقتصاد الفلسطيني، الذي دمره بالفعل وباء كوفيد -19، لضربة أخرى بعد أن حجب الاحتلال 182 مليون دولار من الأموال التي جمعتها نيابة عن السلطة الفلسطينية احتجاجًا على الرواتب المدفوعة لعائلات الشهداء والأسرى.
ويجمع الاحتلال الضرائب نيابة عن السلطة الفلسطينية، وتشكل نصف ميزانية السلطة، وعادة ما يتم تسليمها شهريًا.
لكن الاحتلال اقتطع في كثير من الأحيان مبالغ كبيرة، بزعم أن الأموال كانت تذهب إلى عائلات الفلسطينيين المسجونين أو الشهداء.
ويرى الفلسطينيون الرواتب نظام رعاية ضروري لمساعدة العائلات التي فقدت مُعيلها سواء داخل السجن الإسرائيلي، أو استشهد على يد الاحتلال.