شدوى الصلاح
حذر الناشط الحقوقي السوري عمر الحريري، السعودية ودول الخليج، من وصول إيران إلى حدودهم الشمالية عبر المعابر الحدودية بين سوريا والأردن، إذا تمكن النظام السوري المدعوم من روسيا وإيران، من السيطرة على محافظة درعا السورية التي تقع جنوب الأردن.
وقال في حديثه مع الرأي الآخر، إن السعودية ودول الخليج، شاهدوا ما حصل عندما وصلت إيران إلى حدودهم الجنوبية بسيطرتها على اليمن، وشاهدوا ما حصل من وصولها إلى حدودهم الشرقية من العراق، وعليهم أن يحللوا ما سيحصل مع وصولها إلى حدودهم الشمالية من سوريا.
وأشار الحريري، إلى أن إيران أفعى المنطقة ولا يمكن التعايش معها، لأنها لا تتورع أبداً في استخدام أي أساليب لنشر الفوضى والدمار، خاصة الأسلوب العسكري من خلال الهجوم المباشر أو قصف منشآت النفط والصناعة، ومهاجمة بواخر التجارة الدولية وغيرها.
وأضاف: “نحن في سوريا بذلنا عشر سنوات من الدماء في محاربة إيران والدفاع عن أنفسنا وعن الدول التي تقف خلف حدودنا”، محذراً: “إن هزمنا فالدور عليهم بعدنا”.
وأوضح الحريري، أن السوريين في درعا يقاومون تصعيد النظام السوري قصفه، وفرضه الحواجز والتهجير، مشيراً إلى أن النظام ليس من مصلحته إشعال معركة بالجنوب لأنها ستكون معركة عصابات.
وأكد أن النظام يعرف أنه في حال أخذ المنطقة لمواجهات من هذا النوع فهو الخاسر على المدى الطويل، لذلك لجأ للتفاوض والاتفاق وما زلنا ننتظر النتائج، مستطرداً: “الأكيد سيكون هناك تنازلات لكن لن يكون النظام منتصراً بعد كل هذا”.
واستنكر الحريري، تراجع الاهتمام الدولي بسوريا، لافتاً إلى أن أميركا وأوروبا يركزون اهتمامهم على عقد اتفاق نووي مع إيران، لذلك يتجنبون الدخول في أي قضايا تؤثر على مفاوضاتهم الجارية بهذا الشأن مما يساعد إيران على التمدد تحت هذا الغطاء.
وعن أسباب تحمس الأردن لسيطرة إيران والنظام على جنوب سوريا رغم أنها خط الدفاع الأول عنها وعن السعودية، قال الناشط الحقوقي السوري، إن الأردن تصب اهتمامها على المنفعة الاقتصادية لعلاقتها مع النظام السوري وتركز على فتح التجارة والحدود.
وأضاف: “قد يكون مبرر وتنجح اقتصادياً لعدة سنوات قادمة لكن الأكيد أن الأردن سيدفع ثمناً باهظاً جداً وسيخسر أضعاف مضاعفة أمنياً، لأن إيران وميلشياتها لا يمكن أن يكونوا جيران خير أبداً”، محذراً من تمدد إيران نحو الأردن وزرع الفوضى فيها.
يشار إلى أن معبر جابر الحدودي بين الأردن وسوريا يعتبر مسارًا رئيسًا بين سوريا ولبنان ودول الخليج، أعلنت السلطات الأردنية إغلاقه أمس السبت 31 يوليو/تموز 2021، نتيجة التطورات الأمنية جراء تفجر الوضع في محافظة درعا السورية.
ويحذر مراقبون السعودية من سيطرة إيران وميلشياتها بالتعاون مع النظام السوري على درعا والجنوب السوري، وتحكمها بالمعابر إلى الأردن، مما يسهل دخول المخدرات إلى الداخل السعودي وتحقق إيران أجندتها وتواصل حرب المخدرات التي تشنها ضد السعودية.