شدوى الصلاح
عقب الناشط الحقوقي المصري الدكتور أسامة رشدي، على توجيهات رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، بزيادة سعر رغيف الخبز المدعم المخصص لمحدودي الدخل، وإعادة تسعيره، قائلاً: “إذا أراد النظام توفير الموارد، فليوفرها من أوجه البذخ”.
وأضاف في حديثه مع الرأي الآخر، إن القرار الذي أعلنه السيسي خلال افتتاحه أمس الثلاثاء 3 أغسطس/آب، المدينة الصناعية الغذائية “سايلو فودز” يأتي في اتجاه رفع أسعار كل السلع والخدمات وتقليص الدعم للفئات المحتاجة في مصر، والمقدر عددهم بنصف الشعب.
وطالب رشدي، النظام بالتراجع عن هذه القرارات، وعدم المساس بقوت الفقراء الأساسي خاصة وأنه يقنن صرف الخبز للفئات الأكثر احتياجا، داعياً لتقنين أوجه البذخ الذي يمارسه في بناء القصور الضخمة وغيرها من مشاريع عاصمته الإدارية التي تستنزف موارد الدولة.
وذكر رشدي، بوعد السيسي من قبل بأنه لم ولن يمس سعر الخبز، مشيراً إلى أنه قلص العام الماضي وزن الرغيف من 110 إلى 90 جرام، ووجه أمس إهانة للناس الذين يعتمدون بشكل أساسي على الخبز في غدائهم بمقارنة سعر الخبز بسعر السجائر.
وأشار إلى أن السيسي يعيش حياة إمبراطورية ويبني القصور ولديه أسطول من الطائرات الخاصة والإنفاق الضخم على مشاريعه الفاشلة التي يمولها بالقروض التي تتحملها موازنة الدولة ويدفعها الشعب، على حساب الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وأمن.
وأكد رشدي، أن ذلك جعل الناس تعاني من إنعدام القدرة على العيش الكريم، خاصة في ظل أزمة كورونا التي أثرت على دخل قطاعات كبيرة من الشعب، مستنكراً استمرار ثبات أجور الموظفين، محذراً من خطورة تأثير القرارات على الشعب، وزيادة حالات الفقر بين المصريين.
وقال إن المساس بالقوت الأساسي للفقراء كشف أن السيسي لا يفهم وظيفة الدولة التي تحصل الضرائب وتنمي الموارد للإنفاق على الخدمات وعلى رأسها الخدمات الاجتماعية، ويرى أن الدولة عبارة عن شركة تبيع الخدمات بالأسعار العالمية.
ورأى رشدي، أن ردود الفعل التي عبر عنها الإعلام عقب تصريحات السيسي، والزعم بارتياح الشعب للقرار، تعكس حالة الانهيار والانفصام التي يعاني منها الإعلام.
وأكد أن الإعلام لا يملك الآن أي مساحة للتعبير عن أي أراء معارضة أو يعكس معاناة الناس واعتراضهم على القرار، معتبراً ذلك أبرز مثال يكشف حقيقتهم وأنهم أبواق النظام وليسوا إعلام الشعب.