شدوى الصلاح
قال المحلل السياسي اللبناني علي الأمين، إن إطلاق حزب الله الصواريخ على إسرائيل الأسبوع الماضي، قصد به التشويش على الغضب الشعبي والتظاهرات التي خرجت في ذكرى انفجار مرفأ بيروت 4 أغسطس/آب 2020، لتحجيمه من التصعيد أكثر تجنباً لانفجار الوضع.
وأشار في حديثه مع الرأي الآخر، إلى التداعيات التي خلفها انفجار المرفأ وتوجيه أصابع الاتهام إلى حزب الله باعتباره المسؤول عن وصول النترات والأمونيوم تحت إشرافه، لافتاً إلى أن الحزب كان يعمل بأن حشوداً ستخرج في ذكرى التفجير.
وأوضح الأمين، أن حزب الله أراد من قصف إسرائيل توجيه رسالة بأن خنقه في لبنان سيدفعه لمهاجمة الحدود مع الاحتلال، وإحداث انفلات، وأن هذا ليس من مصلحة إسرائيل ولا لبنان، ولهذا يجب تخفيف القيود عن حزب الله.
واستبعد الأمين، تصعيد حزب الله تجاه إسرائيل، لكنه بنفس الوقت يريد توجيه رسائل إقليمية ودولية أنه لن يقبل بأن يخنق بهذه الطريقة على المستوى الداخلي اللبناني وخاصة أن أحد مصادر قوته هو قدرته على حفظ الاستقرار على حدود إسرائيل الشمالية.
وأشار إلى أن هذا أمر مهم دوليًا وإقليميًا بمعنى تجنب التصعيد، خاصة أن حزب الله يعاني من أزمة داخلية تجعله يحسب كثيرًا قبل المبادرة إلى حرب مع إسرائيل، محذراً من الاستهانة بما قد يفعله الحزب خاصَة أن حساباته ليست داخلية فقط بل إيرانية بدرجة أساسية.
وذكر المحلل السياسي اللبناني، بأن تواجد حزب الله على حدود فلسطين المحتلة، مع وجود عسكري وأمني معروف منذ سنوات، ومستقر نسبياً منذ 2006، ولا يخل به حزب الله إلا ما ندر ويكون بشكل بسيط، لكنه مبني على مصالح مشتركة.
وبين أن ذلك في إطار “استمرار سيطرة حزب الله على الداخل اللبناني في المقابل تضمن إسرائيل عدم تهديد حدودها”، لافتاً إلى أن إسرائيل كانت تدعي أن حدودها غير مستقرة ومستهدفة، وهذا لم يحدث منذ 15 عاماً إلا ما ندر.
وعن رد إسرائيل على إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية على مستوطنة كريات شمونة وقاعدة عسكرية في أفيميم، بقصف الجنوب اللبناني، قال الأمين، إن المنطقة التي استهدفها الاحتلال يرجح وجود قواعد لحزب الله بها، ولم يسفر القصف الإسرائيلي عن وقوع أضرار.
واعتبره رسالة من إسرائيل لحزب الله بأن التعامل مع الاستهداف سيكون تصعيدي، والرد لن يكون متناسباً مع الضربات، مؤكداً أن يؤشر أيضا إلى أن إسرائيل مستعدة أن تذهب بعيداً خاصة في ظل إدارة الحكومة الجديدة.