شددت حركة طالبان الأفغانية سيطرتها على أراضٍ حول كابول، يوم السبت، في وقت اكتظت العاصمة بالفارين من هجمات الحركة، وعادت قوات المارينز الأمريكية للإشراف على عمليات الإجلاء الطارئة من أفغانستان.
ومع سقوط ثاني وثالث أكبر مدن البلاد في أيدي طالبان، أصبحت كابول فعليًا المحاصرة، وآخر حصن للقوات الحكومية التي لم تبد مقاومة تذكر.
ويخيم مقاتلو طالبان الآن على بعد 50 كيلومترًا فقط، تاركين الولايات المتحدة ودولًا أخرى تتدافع لنقل مواطنيها جواً من كابول قبل الهجوم.
كما وردت أنباء عن اندلاع قتال حول مزار شريف، وهي معقل منعزل في الشمال، حيث كان أمير الحرب ونائب الرئيس السابق عبد الرشيد دوستم جمعا مليشيا مناهضة لطالبان.
وكانت المدن الأخرى الوحيدة التي لم يتم الاستيلاء عليها بعد هي مدن جلال أباد وغارديز وخوست – التي يهيمن عليها البشتون- ومن غير المرجح أن تقدم مقاومة كبيرة الآن.
وفي كابول، صدرت أوامر لموظفي السفارة الأمريكية بالبدء في تمزيق وحرق المواد الحساسة، حيث بدأت أولى القوات الأمريكية قوامها 3000 فرد بإعادة انتشار لتأمين المطار والإشراف على عمليات الإجلاء.
وأعلنت مجموعة من الدول الأوروبية بما في ذلك بريطانيا وألمانيا والدنمارك وإسبانيا، سحب أفراد من سفاراتها يوم الجمعة.
وصدم حجم وسرعة تقدم طالبان الأفغان والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي ضخ المليارات في البلاد بعد الإطاحة بطالبان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر قبل ما يقرب من 20 عامًا.
وقبل أيام من الانسحاب الأمريكي النهائي الذي أمر به الرئيس جو بايدن، استسلم الجنود الأفغان والوحدات وحتى الفرق بأكملها، وسلموا الحركة المزيد من المركبات والمعدات العسكرية لتغذية تقدمهم الخاطف.
وعلى الرغم من جهود الإجلاء المحمومة، تواصل إدارة بايدن الإصرار على أن سيطرة طالبان الكاملة ليست حتمية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي يوم الجمعة إن “كابول ليست في الوقت الحالي في بيئة تهديد وشيك”، بينما أقر بأن مقاتلي طالبان “يحاولون عزل” المدينة.
وتسارع هجوم طالبان في الأيام الأخيرة، مع الاستيلاء على هرات في الشمال، وبعد ساعات فقط، الاستيلاء على قندهار، المعقل الروحي للجماعة في الجنوب.
وتباهت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الموالية لطالبان بالغنائم الهائلة التي استولى عليها عناصر الحركة، حيث نشرت صوراً للمركبات المدرعة والأسلحة الثقيلة وحتى طائرة بدون طيار تم الاستيلاء عليها من القواعد العسكرية المهجورة.
وفي هرات، ألقت طالبان القبض على الرجل القوي منذ فترة طويلة إسماعيل خان، الذي ساعد في قيادة الدفاع عن عاصمة المقاطعة إلى جانب مقاتليه من الميليشيات.
وكانت مدينة بول علم، عاصمة إقليم لوجار، أحدث مدينة تسقط يوم الجمعة، مما يضع طالبان على مسافة قريبة من كابول.
وحلقت طائرات الهليكوبتر ذهابًا وإيابًا بين مطار كابول والمجمع الدبلوماسي الأمريكي المترامي الأطراف في المنطقة الخضراء شديدة التحصين.
وتركز عملية الإجلاء التي تقودها الولايات المتحدة على آلاف الأشخاص، بمن فيهم موظفو السفارات، والأفغان وعائلاتهم الذين يخشون الانتقام من العمل كمترجمين فوريين أو في أدوار دعم أخرى للولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم البنتاغون كيربي إن معظم القوات التي ترعى عملية الإجلاء ستكون جاهزة بحلول يوم الأحد و “ستكون قادرة على نقل الآلاف يوميًا” من أفغانستان.
وأضاف “القدرة لن تكون مشكلة”.