قالت صحيفة إسرائيلية إن الكيان الإسرائيلي كان هو “العامل الحاسم” في تغيير علاقة السعودية بحركة حماس الفلسطينية، من خلال إحداث “انفصال كامل” بينهما.
وذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، في مقالة نشرتها يوم الأحد، أن حركة حماس تجنبت “بشكل معقول” التصعيد مع السعودية بعد الأحكام القاسية على أعضائها، وكان بيانها حول القضية معتدلاً.
ورأت الصحيفة أن حماس أراد بذلك إبلاغ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أنها ما زالت تأمل أن يتمكن الجانبان من تجاوز خلافاتهما.
وأضافت “لكن مع ذلك، يبدو أن طلاق حماس والسعودية لا رجعة فيه، هو جزء من مهر يعرضه محمد بن سلمان على حكومة إسرائيل لإقامة علاقات أوثق غير سرية في محاولة لحماية عرشه وتعزيز قوته الإقليمية”.
وتابعت “يبدو أن إسرائيل مسرورة لرؤية الخلاف في العلاقات السعودية مع حماس والعلاقات السعودية الفلسطينية بشكل عام، والتي ساعدت الحكومة الإسرائيلية وفريق ترامب على توسيعها”.
وأشارت إلى أن “محمد بن سلمان، الذي يؤمن بشدة أن الطريق إلى واشنطن العاصمة يبدأ في القدس وتل أبيب، حريص على الحصول على حصانة من شأنها أن تحميه من عواقب أخطائه، مثل مقتل جمال خاشقجي، ويعتقد أن تقديم نفسه على أنه أقرب حليف لإسرائيل في الشرق الأوسط سيكسبه تعاطف القادة الجمهوريين والديمقراطيين الموالين لإسرائيل لجعل حكمه لا غنى عنه لواشنطن”.
لكن الصحيفة قالت إنه: “يبدو أن محمد بن سلمان وإسرائيل يتجاهلان أن التحالف القائم على إلقاء الفلسطينيين تحت عجلات الحافلة سيُنظر إليه في الشارع العربي على أنه تحالف بين ملك استبدادي ونظام فصل عنصري، وسيؤدي إلى تفاقم المشاعر المعادية لإسرائيل والغضب ضد الحكام العرب القمعيين الذي قد ينفجر في النهاية”.
وفي 8 أغسطس/ آب الجاري، أصدرت محكمة سعودية أحكامًا قاسية بحق عشرات المعتقلين الفلسطينيين والأردنيين بتهمة دعم “الإرهاب” (المقاومة الفلسطينية).
وأوضحت مصادر أن محكمة بالرياض أصدرت أحكامًا بحق 69 فلسطينيًا وأردنيًا، بينهم 10 يحملون الجنسية السعودية، تراوحت بين السجن 22 عامًا وأربعة أعوام، فيما حكمت على عدد قليل بالبراءة، وأخلت سبيل آخرين مكتفية بمدة التوقيف.
وبيّنت المصادر أن المحكمة أصدرت حكمًا بسجن ممثل حماس السابق في السعودية الدكتور محمد الخضري بالسجن 15 عامًا مع وقف التنفيذ نصف المدة، رغم معاناته من مرض السرطان، كما حكمت على ابنه هاني بالسجن 4 سنوات.
وأشارت إلى الحكم على محمد العابد بالسجن 22 عامًا، ومحمد البنا 20 عامًا، وأيمن صلاح 19 عامًا، ومحمد أبو الرب 18 عامًا، وشريف نصر الله 16 عامًا.
كما حكمت المحكمة السعودية على جمال الداهودي بالسجن 15 عامًا، وأبو عبيدة الأغا 13 عامًا، وباسم الكردي 7 سنوات، وصالح قفة 5 سنوات، وموسى أبو حسين 4 سنوات، وأيمن العقاد 4 سنوات.
ولفتت المصادر إلى الحكم على الصحفي الأردني عبد الرحمن فرحانة بالسجن 20 عامًا، وعلي الشويكي بالسجن 12 عامًا.