شدوى الصلاح
قال الباحث التونسي المتخصص في الفكر السياسي والعلاقات الدولية والحركات الإسلامية جلال الورغي، إن حديث الرئيس التونسي قيس سعيد، المتكرر عن مخطط اغتياله، غامض ومقلق، متمنياً ألا يكون مقدمة لإجراءات أكثر تضييقا واستهدافا للحريات غير المعلنة في 25 يوليو/تموز الماضي.
وأضاف في حديثه مع الرأي الآخر، أن حديثه أمس الأول الجمعة 20 أغسطس/آب 2021، عن مخطط اغتياله من قبل من أسماهم ذوي مرجعية إسلامية هو حديث مكرر وكغيره، حيث حكى مرة عن غرف مظلمة ومخططات ومرة عن تأمر مع قوى أجنبية، وكلها بحاجة للتدقيق.
وأعرب الورغي، عن أمله أن يخرج سعيد من غموضه إلى الوضوح، مطالباً كل جهة تملك أدلة بأن تكشفها للرأي العام أو النيابة ليأخذ القانون مجراه لأن هذا المسار الطبيعي في دولة القانون والمؤسسات، لا سيما وأن الرئيس ذو خلفية قانونية دستورية.
وتابع: “بالتالي من باب أولى أن يكون سعيد الأحرص على تطبيق القانون وأن يكشف هذا الغموض والأمور التي يؤكد علمه بها، لأن حالة التكتم ستثير القلق والخوف من المستقبل بين الشعب، بينما الرئيس دوره تبديد تلك المخاوف.
وأعرب الباحث التونسي، عن أمله أن يدرك رئيس الجمهورية أن الإجراءات الاستثنائية وتفعيل الفصل 80 وبما به من شطط وتعسف والخرق الجسيم للدستور لا يجب أن يتوسع أكثر لأن هذا سيكون ردة للمسار الديمقراطي والذي دفعنا فيه الكثير.
وأشار إلى أن التونسيون عولوا على أن يكون رئيس الجمهورية جزء من السلطة التي تحمل هذا المسار الديمقراطي وأن تعززه وألا تقوضه، متمنياً أن يبدد سعيد المخاوف الحقيقية والمشروعة لدي التونسيين.
ونصح الورغي، بألا يكون الحديث عن الغرف المظلمة والمخططات تمهيداً لإجراءات جديدة، قائلاً إن الشعب التونسي ومنظمات المجتمع المدني لن تسمح ولن تقبل بالمساس بالحريات الخاصة والعامة، ولا باستهداف مكاسب الثورة بأي شكل من الأشكال.
وأضاف أن البلاد مثلت الديمقراطية وكانت مفخرة للعرب جميعا ولا يجب أن نعديها إلى الديكتاتورية، قائلاً إن تونس لها الشرف أن تكون الدولة التي تتألق في العالم العربي بديمقراطيتها ومسارها الديمقراطي، ولا يجب أن نخيب آمال العرب كلهم وليس فقط التونسيين.
وأكد أنه لا يجب عرقلة النظام الديمقراطي ومحاولة تقويضه بحجة أن هناك صعوبات اقتصادية واجتماعية لأن كل دول المنطقة تعيش تلك الأوضاع، لكن تونس على الأقل تعيش وضع ديمقراطي وحقوقي نفتخر به، بعيدا عن الاستبداد والديكتاتورية التي تفاقم الأوضاع.
وعن موقف حركة النهضة التونسية من تصريحات سعيد، ومطالبتها فتح تحقيق فيها، قال الورغي، إن الحركة تعبر عن تضامنها مع رئيس الجمهورية، في التحقيق مع هذه المزاعم التي من شأنها تهديد أمن واستقرار البلاد لأن محاولة اغتيال الرئيس مخطط يستهدف أمن تونس ورمز من رموز سيادتها.
وأشار إلى أنها في كل الأحوال تدين العنف وكافة أشكاله لتصفية الحساب مع خصم سياسي، وتؤكد أن بعد الثورة السبيل الوحيد للتنافس الحزبي السلمي الذي يضمنه هو التنافس السياسي وتضمنه قبل كل شيء ثورة 2011.