شدوى الصلاح
استنكر الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة الدكتور جمال عبدالستار، غياب دور الأزهر رائد التجديد وحامل مشعل الوسطية وصاحب التاريخ المزهر من القضايا الشائكة، معتبراً صمته على تشكيك رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، المصريين في عقيدتهم، خيانة لله ورسوله.
وأعرب في حديثه مع الرأي الآخر، عن حزنه من نجاح بطش السيسي في تغييب صوت شيخ الأزهر وكل الشيوخ، قائلاً: “لم نسمع في مصر كلمة واحدة من أي مؤسسة أو رمز دعوي أو شرعي مما يدل على مدى الانحدار والوادي السحيق الذي ألقى فيه السيسي المؤسسات الدينية”.
وذكر عبد الستار، بالعلماء الصادعين بالحق الذين اختطفتهم يد البغي وحبستهم خلف القضبان وحرمت البلاد من بركتهم وجهودهم، ولم يعد إلا صوت المطبلين والمنتفعين فقط، متسائلاً: “أين السلفية وأسود السنة وأدعياء حماية الثوابت؟”.
وواصل تساؤلاته: “أين المجموعة المنتسبين إلى الدعوة الذين ملأوا الدنيا بالحديث عن اللحية والنقاب والجلباب، وزعموا أنهم يدافعون عن السنة وينافحون عنها، من الحرب على العقيدة وزراعة الشبهات وترويجها بل والدعوة إلى التعاطي معها؟”.
وأشار عبدالستار، إلى أن القمع الذي مارسه السيسي على العلماء والمفكرين والمعارضين والسياسيين والإعلاميين وحتى العسكريين جعل الجميع ينسحب من شؤون الحياة وكأن مصر لا تعنيهم، وأصاب أهل العلم ما أصاب عامة الناس، فلاذوا بالصمت وخرست ألسنتهم.
وتساءل: “ما قيمة العلم إذا لم يستخدم للبيان عند الحروب على الثوابت وما قيمة الألقاب العلمية إذا لم تستخدم عند العبث بالعقيدة وأصول الدين”.
وأوضح الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة، أن تشكيك السيسي في عقيدة المصريين كان موجه للمسلمين، خاصة وهو يتحدث عن بلد مسلم بلد الأزهر والعلماء، مشيراً إلى أن النصارى ليسوا معنيين أصلا بالقضية.
ولفت إلى أن جمهور المخاطبين لا يعرفون شيئاً أصلا عن عقيدة النصارى، بالإضافة إلى أن انتقادات السيسي السابقة كلها موجهة للمسلمين فقط، وليس للنصارى، وتضييقه تم على المساجد والعماء والمناهج والمؤسسات الإسلامية وليس على غيرها.
يشار إلى أن السيسي في أعقاب حديثه عن دور الفن في بناء الوعي وإعلانه الدعم المطلق للفن، خلا مداخلة هاتفية أجرها أمس الأول الإثنين 23 أغسطس/آب 2021 على على قناة صدى البلد قال: “القضية الأهم هي الوعي، خصوصا الوعي بالدين”.
وأضاف: “كلنا اتولدنا المسلم مسلم والمسيحي مسيحي، حد عارف إنه المفروض نعيد صياغة فهمنا للمعتقد الذي نؤمن به، فكرنا ولا خايفين نفكر، عندك استعداد تمشي بمسيرة بحث في المسار ده لتصل للحقيقية؟”.