شدوى الصلاح
قال الكاتب العراقي شاهو القرة داغي مستشار مركز العراق الجديد للبحوث والدراسات، إن إيران نسفت جهود مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، الذي انعقد أمس السبت 28 أغسطس/آب 2021، بمحاولة وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان، استعراض القوة وكسر البروتوكول.
وأشار في حديثه مع الرأي الآخر، إلى أن عبداللهيان استعرض القوة بدخوله في مسألة إخراج القوات الأميركية والأجنبية من العراق، بخلاف كل الحضور ممن أكدوا على هدف بناء الاستقرار والأمان في العراق والابتعاد عن الصراعات.
ورأى مستشار مركز العراق الجديد للبحوث والدراسات، أن ذلك يعني إصرار على الموقف العدواني الإيراني من جعل العراق ساحة للصراعات وميدان لتصفية الحسابات بين إيران وخصومها، وبالتالي هذا الأمر نسف جهود المؤتمر.
واستنكر كسر وزير الخارجية الإيراني البروتوكول المتبع أثناء التقاط الصورة الجماعية لحضور مؤتمر، ووقوفه في الصف الأول المخصص لرؤساء الدول بدلاً من الوقوف في الصف الثاني مع نظرائه من باقي الدول المشاركة في المؤتمر.
وأضاف داغي: “إذا كان تصرف عبداللهيان غير مقصود فيدل على غباء هذا الشخص، وإذا كان متعمد فهو يدل على وقاحة وكسر للبروتوكول، ويحمل عدم احترام العراق وباقي الدول المشاركة في القمة، لأن المفترض احترام المراسم والبروتوكولات الدبلوماسية المتفق عليها”.
وتابع: “لا ندري هذه التصرفات بسبب حداثة الوزير الإيراني بالمنصب وعدم علمه بالبروتوكول، أم متعمد ويريد إرسل رسالة بأن إيران حاضرة وبقوة وأنها كما ترسل الميلشيات إلى المنطقة لا تحسب أي حساب لدول المنطقة ولا للقوانين والبروتوكولات وهذه الأمور”.
ووصف الكاتب العراقي، التأثير الإيراني في المؤتمر، بداية من خطاب عبداللهيان إلى وقوفه بهذه الطريقة، مروراً بإعطائه رقماً مبالغاً فيه عن حجم التبادل التجاري بين بلاده والعراق قدره بـ200 مليار دولار، ومن ثم تصحيحه إلى 13 مليار دولار، بـ”السلبي”.
يشار إلى أن المؤتمر استمرت فعالياته ليوم واحد، بمشاركة رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وعاهل الأردن عبد الله الثاني، وأمير قطر تميم بن حمد، ورئيس وزراء الكويت خالد الحمد الصباح، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف.
وشارك فيه أيضا وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ونائب رئيس الإمارات حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.