شدوى الصلاح
حذر الكاتب السياسي السوري والباحث في الجماعات الجهادية خليل المقداد، من أن سقوط مدينة درعا بين النظام السوري المدعوم من روسيا وإيران، سيزيل أخر عقبة أمام الميلشيات الصفوية لسيطرتها ويمكنها من الوقوف على مشارف الأردن وجزيرة العرب.
وقال في حديثه مع الرأي الآخر، إن درعا هي بوابة إيران لجزيرة العرب الشمالية، بعدما تغلغلت في المنطقة واحتلت أربع عواصم عربية، مؤكداً أن المملكة السعودية هي الهدف التالي لإيران، وستصبح بذلك جزيرة العرب مهددة من الغرب والشرق والشمال والجنوب.
وتحدث المقداد، عن مخطط للشرذمة يبدأ بضربة لما يسمى منشآت إيرانية يقوم بها الغرب أو الكيان الصهيوني، لتندلع بعدها المواجهات وترد إيران على الغرب ولكن ليس باستهداف أهداف غربية وإنما في دول الخليج العربي وجزيرة العرب عموما، مؤكداً أن الخطر داهم.
واستنكر عدم وجود موقف عربي صادق تجاه القضية السورية، وعمل النظام الدولي على مد عمر النظام السوري وشرعنته منذ أحداث 2011، وعدم سحبه الشرعية منه واستمرار التغطية على جرائمه وإدخال الفصائل والمعارضة التي اختارها لتمثيل الثورة في متاهات المفاوضات.
واتهم المقداد، المجتمع الدولي بالتواطؤ ودعم نظام الأسد، مشيراً إلى أن حتى العقوبات المعلنة كقانون قيصر وغيرها لا يتم تطبيقها، لأن الإمارات وغيرها من الدول العربية والإقليمية والدولية تمد النظام بكل ما يحتاج للبقاء.
وأشار إلى تقديم الولايات المتحدة نفسها -التي أصدرت قانون قيصر- 600 مليون دولار في مارس/آذار الماضي، للنظام السوري، بحجة كورونا ودعم برامج الأغذية، لافتاً إلى أن المجتمع الدولي أصدر عدة قرارات لكنه لم ينفذ أيا منها.
ودان الكاتب السوري، تبادل الأدوار بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى الصين والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن كبريطانيا وفرنسا، معتبراً ذلك دليلاً على أن المطلوب هو وأد ثورات الشعوب.
وأرجع رغبة المجتمع الدولي في ذلك، إلى أن تحرر أي شعب من الشعوب يعني الخروج من الاستعمار والسيطرة، والتالي يتأثر النظام الدولي برمته من ناحية تفكيكه، مشيراً إلى أنهم الآن في منظومة دولية يعد نظام الأسد أحد أركانها الأساسيين في المنطقة.
وأضاف المقداد: “يعتبر نظام الأسد بيضة القبان والمحافظة عليه تعني المحافظة على النظام الدولي ومنع انهيار بقية الأنظمة في المنطقة، خاصة مع وجود الكيان الصهيوني على حدود سوريا، إضافة إلى خشية تفكك دول مجاورة مثل الأردن ولبنان في حال سقط هذا النظام”.
وعن موقف العرب مما يحدث في درعا، رفض الكاتب السوري، إجمال العرب كلهم في سلة واحدة لأن هناك شعوب مغلوبة على أمرها، والأنظمة هي التي تملك القرارات الفعلية وتوجه الإمكانيات والطاقات لدعم النظام السوري.
وقال إن تلك الأنظمة ، لا تستطيع التفرد والوقوف مع الشعوب فجميعهم تتبع منظومة واحدة ومقيدون وملتزمون بقرارات النظام الدولي ولا يملكون من أمرهم شيئاً، وما يقدموه للشعب السوري من مساعدات يصل ليد النظام السوري ويباع في أسواقه، وهو لإطالة أمد بقاءه.
وأوضح المقداد، أن درعا مثلت حالة استثنائية مشرفة صمدت بوجه تدخلات المليشيات الإيرانية والقوات الروسية، ولم تسقط أو تستسلم، وقاومت، وقامت بعملية تصفية وقصاص من العملاء والخونة والمتعاونين واستهداف للدوريات ونقاط تمركز الجيش والأمن.
وأكد أن ذلك أقلق النظام السوري وكان لابد من إنهاء حالة درعا، مما دفعه لشن حملات القصف والاستهداف الحصار الحالي الذي يفرضه عليها منذ قرابة الـ70 يوماً، وتنظيم عملية إبادة بطيئة.
وأضاف المقداد، أن كلما استمر صمود أهالي درعا كلما تصاعدت حدة القصف والإجرام الميلشياوي الطائفي الصفوي، مشيراً إلى أن لجنة التفاوض لا تمثل المجاهدين والثوار على الأرض لأنها تحاول كثيراً التماهي مع مواقف النظام لكن الأهالي يفشلوها.