قُتل نحو 48000 مدني في العشرين عامًا الماضية كنتيجة مباشرة للغارات الجوية الأمريكية، وفقًا لتحقيقات شركة Airwars (الحروب الجوية) التي تلقي الضوء على التكلفة البشرية لما يسمى بـ “الحرب على الإرهاب” في واشنطن.
وبعد نشر النتائج التي توصلت إليها قبل الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر / أيلول، خلصت مجموعة المراقبة التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها إلى مقتل ما لا يقل عن 22679 شخصاً، وربما ما يصل إلى 48308 مدنياً، في الضربات الجوية الأمريكية بين عامي 2001 و2020.
باستخدام مصادر محلية وبيانات عسكرية أمريكية رسمية، خلصت Airwars إلى أنه في السنوات التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر/ أيلول، نفذت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 91340 غارة جوية عبر سبع مناطق صراع رئيسية.
ونفذ الجيش الأمريكي ضربات جوية في العراق وسوريا وأفغانستان والصومال واليمن وباكستان وليبيا، وكان أكبر عدد من الضحايا في العراق وسوريا.
وقُتل ما بين 11474 و24136 مدنياً في العراق من عام 2001 إلى عام 2020، بينما قُتل في سوريا ما يصل إلى 15573 مدنيًا في الضربات الجوية الأمريكية.
وفي أفغانستان وجدت Airwars أن ما يصل إلى 6799 مدنيا قتلوا، بينما في اليمن 412، وفي الصومال 333، وفي باكستان 969، وفي ليبيا 86.
وقال جو دايك كبير المحققين في Airwars: “هذه ليست كل بيانات Airwars، لقد اعتمدنا على عمل العديد من منظمات مراقبة الصراع الأخرى، ولكن من خلال الجمع بينها كنا نأمل في تحديد الخسائر البشرية الحقيقية لمدة 20 عامًا من” الحروب الأبدية”.
وبالإضافة إلى البيانات العسكرية الأمريكية وغيرها من البيانات المنتجة دوليًا، تم استخدام مجموعة من المصادر المحلية لتحديد عدد الضحايا المدنيين، وهو ما يفسر التباين في الأرقام، إذ عندما تشير المصادر إلى أعداد مختلفة من القتلى، تسجل منظمات المراقبة الحد الأدنى والحد الأقصى للتقديرات.
وتشمل الأرقام المدنيين الذين قتلوا كنتيجة مباشرة للضربات الجوية الأمريكية، وليس أولئك الذين قتلوا في أشكال القتال الأخرى أو الضربات الجوية التي نفذها حلفاء الولايات المتحدة.
وكانت الضربات الجوية الأمريكية في أشد حالاتها خلال غزو العراق عام 2003، عندما أعلن الجيش عن 18.695 طلعة جوية، وفي الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، التي شهدت أكثر من 9000 ضربة بين أعوام 2015-2017.
وقُتل ما لا يقل عن 5529 مدنياً في الضربات الأمريكية في عام 2003، مما يجعله على الأرجح أسوأ عام من حيث عدد القتلى، وكانت هذه الضربات كلها تقريبًا جزءًا من غزو العراق.
وفي عام 2014، بدأت الولايات المتحدة حملتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، مما أدى إلى قصف مكثف لمدينة الموصل العراقية ومدينة الرقة السورية في عامي 2016 و2017.
ووجدت الشركة أن 4931 مدنياً على الأقل- قد يصل إلى 19623- قتلوا على في الضربات الجوية الأمريكية عام 2017.
وفي الحملات ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا، أقر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بقتل 1417 مدنيًا، وهو أقل بكثير من تقديرات شركة Airwars نفسها التي لا تقل عن 8300.
وفي عام 2016، اعترفت الولايات المتحدة بقتل ما بين 64 و116 مدنيا في ليبيا وباكستان والصومال واليمن في عمليات مكافحة الإرهاب بين عامي 2009 و2015.
وتأتي النتائج الجديدة في الوقت الذي يقيّم فيه العالم تأثير “الحرب الأمريكية على الإرهاب”، التي بدأت في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، والتي قتل فيها 2977 شخصًا على يد القاعدة في نيويورك وبنسلفانيا وفيرجينيا.
وردًا على هجمات الحادي عشر من سبتمبر، شن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش حربًا قال إنها “لن تنتهي حتى يتم العثور على كل جماعة إرهابية ذات نفوذ عالمي وإيقافها وهزيمتها”.
وأصبحت هذه الحملة تُعرف باسم “الحرب على الإرهاب” أو “حروب أمريكا إلى الأبد”.
وقال بوش في ذلك الوقت: “على الأمريكيين ألا يتوقعوا معركة واحدة، بل حملة طويلة على عكس ما شهدناه من قبل”.
وامتدت هذه الحرب إلى الكرة الأرضية وغيرت وجه الشرق الأوسط، وبالإضافة إلى الغزو الشامل للعراق وأفغانستان، أطلقت الولايات المتحدة حملات طائرات بدون طيار وضربات جوية ضد الجماعات المسلحة في الصومال واليمن وباكستان وليبيا.
ووجد برنامج تكلفة الحرب بجامعة براون أن أكثر من 387 ألف مدني قتلوا نتيجة القتال في حروب ما بعد 11 سبتمبر.
ويبلغ عدد لاجئي الحرب والمشردين 38 مليونا، في وقت تقوم الولايات المتحدة بأنشطة لـ”مكافحة الإرهاب” في 85 دولة.