قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص الجديد لليمن إن البلاد “عالقة في حالة حرب إلى أجل غير مسمى” وإن استئناف المفاوضات لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من ستة أعوام لن يكون سهلا.
وخلف هانز جروندبرج، الذي تولى مهامه كمبعوث خاص إلى اليمن قبل أيام، الدبلوماسي البريطاني مارتن غريفيث، الذي قاد الجهود لإنهاء الصراع المنهك بين فبراير 2018 ويوليو 2021.
وفي أول خطاب له أمام مجلس الأمن الدولي، حذر جروندبيرج من أنه لن تكون هناك “مكاسب سريعة” وأن الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سلمية “ما زالت بعيدة المنال”.
وقال جروندبيرج: “لم تناقش أطراف النزاع تسوية شاملة منذ عام 2016. لذلك تأخرت كثيرًا أطراف النزاع للدخول في حوار سلمي مع بعضهم البعض في ظل تيسير الأمم المتحدة بشأن شروط تسوية شاملة، بحسن نية ودون شروط مسبقة”.
ويبدو أن جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام تلقت دفعة في وقت سابق من هذا العام عندما أعلنت إدارة بايدن أنها ستنهي الدعم العسكري الهجومي للتحالف الذي تقوده السعودية يقاتل المتمردين الحوثيين.
وقالت الإدارة أيضًا إنها ستعيد المساعدة إلى أجزاء من اليمن الواقعة تحت سيطرة المتمردين المتحالفين مع إيران، وألغت التصنيف الإرهابي للمتمردين الذي فرضته إدارة ترامب.
وبينما مهد القرار الطريق أمام الولايات المتحدة لاستئناف جهود المساعدات، قال بعض المحللين إن هذه الخطوة شجعت الحوثيين، الذين يسيطرون على الأراضي التي يقطنها 80 في المائة من سكان البلاد بما في ذلك معظم المدن، والعاصمة صنعاء.
وقال آخرون إن النفوذ الغربي على الحوثيين كان محدودًا، حيث قال دبلوماسي غربي: “لا يوجد حافز حقيقي للحوثيين للتوقف. إنهم ينتصرون على الأرض”.
وأضاف “الحوثيون يعتقدون أن بإمكانهم الاستيلاء على مأرب”
وتقع مأرب على بعد 120 كيلومترا (75 ميلا) شرقي صنعاء، وهي آخر مركز حضري رئيسي تسيطر عليه الحكومة المعترف بها دوليا، وهي موطن لكثير من احتياطيات النفط والغاز في البلاد.
وقال المسؤول الغربي إن تقديرهم أن الحوثيين لن يتفاوضوا حتى سيطروا على مأرب. إنه هدف استراتيجي بالنسبة لهم”. لكن السعوديين وحلفائهم اليمنيين مصممون أيضًا على القتال.
ودخلت السعودية الصراع في مارس 2015 في محاولة لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي بعد أن استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء وأجبروه على الفرار.
ومنذ ذلك الحين، نفذت المملكة أكثر من 20 ألف غارة جوية على الدولة الفقيرة، مستهدفة مواقع غير عسكرية بما في ذلك المدارس والمصانع والمستشفيات، وفقًا لمشروع بيانات اليمن.
وأطلق الحوثيون، المنتمون إلى الأقلية الشيعية الزيدية، والمدعومون من إيران، صواريخ باليستية على المملكة، وصلت صواريخها إلى مناطق بعيدة حتى العاصمة الرياض.
ومع استمرار الصراع بالوكالة، تسبب في خسائر بشرية مريرة حيث نزح ما لا يقل عن أربعة ملايين بسبب القتال وقتل ما لا يقل عن 233 ألف شخص.
وقالت الأمم المتحدة إن نحو 80 بالمئة من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية فيما وصف بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.