زار وزير الخارجية القطري نائب رئيس الوزراء، أفغانستان لفترة وجيزة يوم الأحد، ليصبح أكبر دبلوماسي يزور البلاد منذ سيطرة طالبان على السلطة في 15 أغسطس.
وقال مسؤول في طالبان على تويتر إن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التقى بمسؤولين كبار في الحكومة الأفغانية الجديدة، على الرغم من عدم الكشف عن تفاصيل محادثاتهم.
ونشرت الحركة صورًا للشيخ محمد وهو يلتقي برئيس الوزراء الجديد الملا محمد حسن أخوند، فيما انتشرت صور له مع الرئيس السابق حامد كرزاي على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولطالما عملت قطر كوسيط في أفغانستان، حيث استضافت محادثات طالبان مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، ثم مع الحكومة الأفغانية السابقة برئاسة أشرف غني.
ووصلت يوم الجمعة، خامس شحنة مساعدات إنسانية قطرية إلى كابول، حيث تم تسليم ما مجموعه 118 طناً من المواد الغذائية والإمدادات الطبية من الدولة الخليجية في الأسابيع الأخيرة.
وسيطرت طالبان على العاصمة الأفغانية كابول في 15 أغسطس بعد أن سحبت الولايات المتحدة وحلفاؤها قواتهم بعد ما يقرب من عقدين من الصراع.
ولعبت قطر، وهي دولة غنية بالغاز وتستضيف قاعدة جوية أمريكية رئيسية، دورًا كبيرًا في أفغانستان في وقت سابق من هذا الشهر، حيث ساعدت في إجلاء آلاف الأفغان والمواطنين الأمريكيين.
وكانت قطر نقطة عبور لما يقرب من نصف الأشخاص الذين تم إجلاؤهم والذين تجاوز عددهم 120 ألف شخص.
وفي مأدبة عشاء أقيمت في الدولة الخليجية في وقت سابق من هذا الشهر، أعرب مسؤولون أميركيون كبار عن شكر واشنطن للدوحة وأشادوا بـ “دعمها الاستثنائي”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في ذلك الوقت: “لقد صعدت العديد من الدول للمساعدة في جهود الإجلاء وإعادة التوطين في أفغانستان، لكن لم تفعل أي دولة أكثر من قطر”.
وأضاف بلينكين “إن أقوى علاقة قمنا ببنائها نحن وقطر من خلال جهود الإجلاء والنقل هذه التي أعرفها ستحقق أرباحًا متواصلة عبر هذه المجالات الرئيسية الأخرى العديدة في الأشهر والسنوات المقبلة”.
وتابع “ما فعلته قطر هنا- للأمريكيين والأفغان ومواطني العديد من البلدان الأخرى- سيبقى في الذاكرة لفترة طويلة جدًا”.
وقال خبراء إن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان قد يساعد في إنشاء تحالف جديد للقوى الراغبة في العمل مع طالبان، بما في ذلك قطر وتركيا وباكستان.
ولم تعترف أي دولة رسميًا حتى الآن بحكومة طالبان الجديدة، في وقت كانت تعترف ثلاث دول فقط بحكم الحركة الإسلامية لأفغانستان من 1996-2001.